للزعيم قصة لا تنتهي مع البطولات، فهي تعشقه وتختاره، ولا يغيب في موسم إلا ويعود متلهفاً في الموسم الذي يليه، ويحصد أكبر عدد منها، ولا غرابة لو حقق الهلال جميع بطولات الموسم الواحد، في الموسم الماضي ابتعد عن الألقاب وهي حادثة لم يعتدها. فكانت العودة أقوى من كل التوقعات، إذ حقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وأتبعها ببطولة السوبر السعودي، وكان آخرها بطولة كأس ولي العهد أول من أمس، كل هذا في ظرف ثمانية أشهر هي ما احتاجها «نادي القرن» للوصول للبطولة 57 في تاريخه الرياضي، والبطولة ال13 في مسابقة كأس ولي العهد، بعد أن وصل لتسعة نهائيات على التوالي، لأن الكبرياء الهلالي لا يرحم الآخرين وسيغرق في موجه كل من يقف أمامه. الهلال قصة جميلة من الإنجازات كتبت بمداد الذهب، وفك كل طلاسم الأهلي التي عقدها مدربه السويسري غروس، وجرعه مرارة الخسارة التي لم يتذوقها منذ منتصف العام 2014، وثأر من خسارة نهائي الموسم الماضي، وأعاد الكأس لخزانة غصت بالألقاب والكؤوس، ولكنها دائماً تنادي بالمزيد. وعلى رغم أن الهلال حقق نصف بطولات هذا الموسم في فترة وجيزة، إلا أنه ما زال أحد أقوى المرشحين للظفر ببطولة الدوري وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بعد أن حجز له مقعداً في الدور ربع النهائي، وما زال متربعاً على صدارة الدوري، كل هذا الكبرياء الهلالي بعد أن فقد جزءاً منه في الموسم الماضي، وأكل هذا الموسم الأخضر واليابس، وترك لبقية الأندية الفرجة وهو يعتلي منصات التتويج، ولسان حاله يقول: «لا تستفزوا الزعيم».