على رغم أن عدداً كبيراً من محبي وجماهير الهلال ظلوا حتى وقت قريب يطالبون بإقالة المدير الفني لفريقها بحجة أنه لن يذهب بعيداً ب«الفريق الأزرق» وخصوصاً أنهم يرون أنه لا ينجح في مواجهات الفرق الكبيرة ولم يملك الحلول الكافية، إضافة إلى أنه لا ينجح في قراءة منافسه كما ينبغي، إلا أن كثيراً منهم تغيرت قناعاته السابقة عن المدرب وتراجع عن مطالباته بإبعاده وتغييره، بل بات البعض منهم يصفه بالداهية وضالة الفريق الفنية بعد أن نجح في تحقيق لقبه الثالث خلال أقل من عام من توليه تدريب الفريق. ولأن لغة الأرقام لا تكذب، وهي التي تقول إن الهلال بقيادة اليوناني جورجوس دونيس (46 عاماً)، لعب في «دوري جميل» الموسم الماضي تسع مرات، فاز في سبع منها، وتعادل مرة وخسر مثلها. ولعب مع اليوناني في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا خمس مباريات، فاز في ثلاث، وخسر واحدة وتعادل مثلها. والتقى الفريق في دور ال16 من البطولة الآسيوية فريق بيروزي الإيراني، وخسر منه في طهران بهدف نظيف، لكنه عاد وسجل في مرمى خصمه ثلاثة أهداف في لقاء الإياب بالرياض. وفي كأس الملك، لعب الهلال أربع مباريات، فاز بثلاث، وتعادل في النهائي أمام النصر بهدف لمثله، ليحكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، وحقق لقب البطولة الأغلى، ومع مطلع الموسم الحالي عاد الزعيم ليلتقي مع غريمة التقليدي مرة أخرى في كأس السوبر السعودي، لكن في مكان مختلف هذه المرة، ملعب «لوفتس رود» الخاص بكوينز بارك رينجرز الإنكليزي في العاصمة لندن، عندها أصر البرازيلي كارلوس إدواردو على أن يضع بصمته ويسجل هدف الفوز، ليكسب دونيس الرهان مجدداً ويقود فريقه إلى تحقيق اللقب. ومع انتهاء الجولة ال17، وعلى رغم خسارته الأخيرة من التعاون. ظل الهلال متربعاً على صدارة الدوري ب40 نقطة، وبفارق نقطة واحده عن ملاحقة الأهلي، وفي كأس ولي العهد، لعب الهلال أربع مباريات، وحقق بالأمس لقب البطولة بعد أن استضاف «الفريق الأزرق» نظيره الأهلي في نهائي «كأس ولي العهد». وعلى رغم أن دونيس المولود في ألمانيا عام 1969، الذي بدأ مشواره التدريبي عام 2002 مع فريق السياكوس اليوناني (درجة رابعة)، كرر إخفاق البطولة الآسيوية نفسها، وأعاد إلى الأذهان سيناريو خروج الهلال مع ريجيكامب، الذي خسر النهائي أمام ويسترن سيدني، إلا أن هناك نقاطاً عدة تميز بها هلال دونيس، عما سبق، أهمها تطوّر أداء اللاعبين في الكرات الثابتة والعرضية، والأخيرة شهدت تفوق ظهيري الجنب.