مثلما أن للهلال قصة عشق مع لقب كأس ولي العهد، فإن لنواف العابد حكاية مع هذه البطولة لا تقل إثارة عن سابقتها، إذ إن الفتى الأسمر مازال يبرهن على أنه أحد أعمدة «الزعيم»، خصوصاً في مباريات الحسم والمواجهات النهائية. سبع مواجهات نهائية لعبها العابد مع فريقه الهلال، كانت له بصمة في كل واحدة منها، إما سلباً أو بالإيجاب، فبعد أن كان شريكاً الجمعة في تتويج فريقه بلقبه ال13 للمسابقة، بتسجيله الهدف الثاني في شباك الأهلي، في المواجهة التي انتهت بهدفين في مقابل هدف، قام بعدها بالتعبير عن فرحته برقصة غريبة، وهو ما اعتاد عليه في لحظات الفرح الغامرة. العابد الذي بدأ مداعبته لمعشوقته المستديرة منذ نعومة أظفاره، حينما شق طريق النجومية من مدرسة براعم الهلال، وبفضل إصراره وموهبته التي اتضحت معالمها في الفئات السنية حتى وجد نفسه في الخريطة الأساسية في الفريق الأول قبل أن يتجاوز ال20 ربيعاً من عمره. وعلى رغم صغر سنه وقصر قامته إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمامه لشق طريق النجومية والشهرة، ففي كل بطولة زرقاء يصر على وضع بصمته الواضحة والأكيدة فيها. وفي نهائي الموسم الماضي، الذي خسره الهلال أمام الأهلي بهدفين في مقابل هدف، كانت للعابد بصمة أيضاً في هذه المواجهة، وإن كانت سلبية هذه المرة، فقد فشل في تسجيل الركلة الجزائية لفريقه بعد طرد حارس الأهلي عبدالله المعيوف، لتستقر كرته في أحضان ياسر المسيليم، لتكون خير دافع للأهلي للمضي قدماً وخطف اللقب. وفي موسم 2013-2014 تسبب العابد في ركلة جزاء في النهائي الذي جمع فريقه أمام الغريم الأزلي النصر، ليحرز من خلالها محمد السهلاوي هدف التقدم في البطولة التي كسبها الأخير بنتيجة (2-1). وكان العابد صاحب لدغة الانتصار أمام النصر في الموسم الذي سبقه، إذ أسندت إليه ركلة الترجيح الأخيرة، ليتقدم لها الفتى الأسمر ويسدد كرة وضعت «الزعيم» في القمة مجدداً، ويقضي من خلالها على أحلام النصر، ويقوم حينها بتقديم رقصة فرح جديدة. وفي موسم 2011-2012 كانت بصمة العابد جلية أمام الاتفاق، في المباراة النهائية التي احتضنتها «درة الملاعب» وانتهت نتيجتها لمصلحة الهلال بهدفين في مقابل هدف، كان العابد صاحب البصمة الأخيرة كعادته بتسجيل هدف فريقه الثاني. وفي مكةالمكرمة، وحيث نهائي البطولة موسم 2010-2011 الذي جمع الهلال بفرسان مكة، كانت للعابد اللمسة الأخيرة قبل تتويج الهلال باللقب، بعد أن سجل الهدف الخامس لفريقه في شباك الوحدة، في المباراة التي آلت نتيجتها إلى خماسية زرقاء نظيفة. وكان ظهور العابد الأول في نهائيات كأس ولي العهد، والتي نشأ ووجد فريقه متخصصاً في لقبها. وفي نهائي 2009، في المواجهة التي كسبها «الزعيم» بهدفين في مقابل هدف أمام الأهلي، وقبل هدف الهلال الثاني، رفع حكم المباراة الرابع رايته ليعلن دخول نواف العابد مكان محمد الشلهوب قبل 23 دقيقة من صافرة الحكم. فتى الزعيم الأسمر هو من القلة الذين أدركوا أن كرة القدم متعة، لذلك استمتع وأمتع المدرج الهلالي بأهدافه التي لن تنسى، ولن ينسى التاريخ أسرع أهدافه الذي دخل موسوعة «غنيس» للأرقام القياسية عندما سجل هدفه في الثانية الثالثة في مرمى الشعلة، وعلى رغم أن «الفيفا» لم يعترف به إلا أنه يبقى إنجازاً لهذا الفتى الصغير الذي أربك حسابات مدربي الأندية المنافسة، وأدمى شباك الحراس بتسديداته الصاروخية. وفي غمرة أفراحه، أكد العابد أن الفوز على الأهلي تحقق بجدارة واستحقاق، وقال: «أبارك لمنسوبي النادي والجماهير الهلالية، وأهديهم هذه البطولة الغالية التي تحققت بصعوبة بالغة أمام فريق منافس وقوي، إذ تفوقنا عليه ميدانياً وأحرزنا هدفين ثمينين بعد تطبيق تكتيك المدرب الذي وضعه قبل المباراة». وطمأن العابد محبي الهلال بعد الإصابة التي تعرض لها في المواجهة وقال: «الفحوص الأولية كشفت وجود كدمة خفيفة ولا تستدعي القلق بتاتاً».