رصدت المؤسسات الفلسطينية في القدسالمحتلة في الأيام الماضية سلسلة أنشطة ومخططات استيطانية إسرائيلية غير معلنة في المدينة، عقب التعهد الأميركي للرئيس محمود عباس باتخاذ إجراءات ضد أي طرف يمارس استفزازات من شأنها تعطيل مسيرة المفاوضات. وقال أمين عام «الهيئة الإسلامية - المسيحية لنصرة القدس والمقدسات» الدكتور حسن خاطر في مؤتمر صحافي في رام الله أمس إن مؤسسة خاصة إسرائيلية أعدت مخططات لبناء 12 ألف وحدة استيطانية في القدس. وأضاف أن المخطط الجديد يسمى «غبعات ياعيل»، ويقوم على 2500 دونم من أراضي قرية الولجة جنوب غربي المدينة لاستيعاب 45 ألف مستوطن. وأشار إلى أن «المشروع أعد من قبل مؤسسة في القطاع الخاص يملكها الشقيقان بيني وداني كوهين اللذان يزعمان أنهما اشتريا الأرض قبل عشرين عاماً». وفي سياق مماثل، قال القيادي في حركة «فتح» في القدس حاتم عبدالقادر إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على مصادرة ثلاثة دونمات من الأرض ملاصقة لمقر القنصلية الأميركية في القدس، وتدعي أن هذه الأرض مملوكة لما تسمى «دائرة أراضي إسرائيل». وأشار إلى أن المساحة المستهدفة تتكون من ثلاث قطع وقفية، وان السلطات تعد لإقامة مركز تجاري عليها. وجاء كشف هذه المخططات عقب تسلم متولي وقف الشيخ شمس الدين اليمللي أوامر إدارية من مدير لواء دائرة أراضي إسرائيل في القدس لإخلاء قطع الأرض الثلاث من كل ما هو مقام عليها من عقارات مثل ورشة ومعرض وموقف للسيارات. وقال عبدالقادر إن «هذه الأراضي مسجلة كوقف إسلامي منذ 400 عام باسم الشيخ شمس الدين اليمللي». وأكد أن بلدية القدس صادقت على مخطط بناء المركز التجاري. وقالت شخصيات مقدسية إن إسرائيل تمارس الاستيطان بصورة سرية في القدس تحسباً لاتخاذ الإدارة الأميركية موقفاً منها. وقال خاطر إن هذا الاستيطان يُنفذ من خلال منظمات إسرائيلية غير حكومية لكن عبر مؤسسة سلطة أراضي إسرائيل. واحتجت السلطة الفلسطينية قبل أيام لدى الإدارة الأميركية على مشروع لإقامة 14 وحدة استيطانية في أحد الأحياء العربية في القدس. وتلقى الرئيس محمود عباس مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد له فيه أن واشنطن جادة في مشروع المفاوضات، وأنها ستتخذ إجراءات بحق أي طرف يقوم بإجراءات استفزازية من شأنها التأثير في سير المفاوضات. ووجه أوباما دعوة إلى عباس لزيارة واشنطن. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إن الزيارة ستتم مطلع الشهر المقبل. وأضاف أن «القيادة الفلسطينية تتابع مع الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية الإجراءات الاستفزازية الإسرائيلية. ولن تقبل المنظمة أن تكون المفاوضات غطاء للاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية ضد شعبنا وحقوقه». وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني «ينتظر ليرى كيف ستتصرف واشنطن حيال هذا الاستفزازات».