قبل أيام من انتخابات عضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي لكرة القدم، يحسب للمرشح الثاني عن قارة آسيا الشيخ سلمان آل خليفة أنه ظهر فجأة من دون تاريخ في القارة «الصفراء»، وبات منافساً لا يستبعد البعض فوزه بعضوية تنفيذية ال«فيفا» على حساب رجل آسيا القوي محمد بن همام، الذي بات بدوره مهدداً بالإبعاد عن قاعات الاتحاد الدولي، على رغم كونه رئيساً للاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ومع أننا لم نكن سعداء بتلك المعركة التي قسمت الخليج الى فسطاطين، وجعلت البعض يقدم رغباته على حساب حاجاته، ويتخذ قراراً ربما لو سارت الأمور من دون احتقان لاتخذ عكسه تماماً، وهو ما يجعلنا نتخوف من أن تقودنا تصفية الحسابات إلى نتائج أكثر مرارة من الحالية، خصوصاً أن الوجود الخليجي في الاتحاد الدولي يبدو فعالاً بوجود محمد بن همام في عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، وربما يعاني الشيخ سلمان طويلاً في أداء الدور بالقوة نفسها، على اعتبار أنه لا يمتلك خبرة ولا علاقات في الاتحاد الدولي توازي ما يمتلكه المرشح القطري، أو حتى ما كان للراحل عبدالله الدبل من قوة ونفوذ في المنظمة العالمية. وبعيداً عن التكهنات التي منحت الطرفين فرصاً متكافئة للفوز بالمقعد، إلا أنني أعتقد أن فوز ابن همام بعضوية المكتب التنفيذي بات مسألة وقت، وهو محسوم سلفاً بعيداً عن حرب التصريحات بين طرفي النزاع، على اعتبار أن المرشح القطري سعى إلى الاحتفاظ بالمقعد باكراً، وبذل من المجهودات ما يكفي لحصد غالبية الأصوات، لأنه بحث عن مقعد التنفيذية باعتبارها هدفاً خطط له بطريقة منظمة مستفيداً من خبرته في الاتحادين الآسيوي والدولي، بينما ظهر الشيخ سلمان الخليفة فجأة كرد فعل لا أكثر، وهو لم يحضّر نفسه لمعركة كسر العظم المقبلة بالطريقة التي تكفل الفتك بمنافسه العنيد، خصوصاً أن الفوز بالمعركة الانتخابية يتطلب التخطيط المبكر والعمل وفق منهجية واضحة وبرنامج متكامل، وهو ما لا أظن أن المرشح البحريني يمتلكه، على اعتبار أن الوقت لم يمنحه فرصة التخطيط لحملة فاعلة، فضلاً عن أن المهارات الشخصية في التواصل مع الناخبين تبدو مفقودة لدى الشيخ سلمان الذي يراهن غالباً على غيظ الآسيويين من ابن همام وليس على اقتناعهم بالبرنامج الذي قدمه. عموماً أتمنى ألا تتغير الأمور إلى الأسوأ، وأن تبقى الحال على ما هي عليه، على اعتبار أن النتيجة التي يتمناها البعض ستجعلهم يعضون أصابع الندم لاحقاً، بعد أن يكتشفوا أنهم تعاملوا مع الأمر بالعاطفة وأهملوا لغة العقل والديبلوماسية التي ربما كانت ستمنحهم فائدة أكثر من البحث عن تغيير الحال بطريقة تفتقد الهدوء. طلال الحمود