احتفل في مقر منظمة ال «يونيسكو» في باريس أمس بفعاليات الدورة الثالثة لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة، التي توزعت بين الهيئة المصرية العامة للكتاب و8 شخصيات عملت على ترجمة كتب في مجالات مختلفة. وألقى مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس أمناء الجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله كلمة في المناسبة أكد فيها ان استضافة المنظمة الدولية للجائزة وفعاليتها يشكل ترسيخاً لدعائم السلام بين الشعوب. ولفت الى ان مشروع الجائزة الذي أطلق منذ 3 سنوات سيصبح نواة نهضة ثقافية عربية جديدة وأن الملك عبدالله يولي عناية خاصة لهذه الجائزة وتطويرها كونها جسراً ثقافياً للتواصل بين الأفراد والمؤسسات. ورأى ان الترجمة تلبي الحاجة لاستئناف الحوار مع الثقافات كافة، وأن الحفل يأتي تكريماً للجهود المستمرة التي يبذلها المترجمون. وألقت المديرة العامة ل «اليونيسكو» ايرينا بوكوفا كلمة ترحيبية بالمشاركين والفائزين، مشيرة الى ان اللغة تتيح للأفراد والمجتمعات التفاعل وتبادل الآراء والمعرفة. وقالت ان الترجمة تلعب دوراً مهماً في تأمين التعددية وتجاوز العقبات الناجمة عن سوء التفاهم، مشيدة بمبادرات الملك عبدالله المتعددة لتحقيق الانسجام. أما سفير المملكة العربية السعودية لدى «اليونيسكو» زياد الدريس، فقال ان حوار الثقافات هو السبيل الوحيد لإشاعة ثقافة التسامح والسلام الحقيقي وليس سلام الإذاعات، وأن الحوار غير ممكن من دون ترجمة وتبادل بين اللغات. وتولى الأمير عبدالعزيز وبوكوفا تقديم الجوائز للفائزين وكان أولها جائزة المؤسسات والهيئات، التي فازت بها الهيئة المصرية العامة للكتاب تكريماً لجهودها الراسخة في مجال الترجمة. وتمثلت الهيئة برئيسها محمد سعد القرى الذي تسلم الجائزة. وفاز محمد الخولي بجائزة الترجمة في مجال العلوم الإنسانية، كما فاز بجائزة الترجمة في مجال العلوم الإنسانية مناصفة عبدالقادر المهيري وحمادي حمود. وفاز بجائزة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية مناصفة ايضاً شريف الوليدي وعصام الدين علي الجمال، وهما طبيبان وأستاذان في جامعة الملك سعود. وفاز ثلاثة دكاترة في جامعة الملك سعود هم: ناصر العندس وعبدالله القحطاني وعبدالعزيز العويس بجائزة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية. وتخلل الاحتفال أيضاً تكريم كل من أندريه ميكائيل وعبدالواحد لؤلؤة على مجمل نشاطهما في مجال الترجمة ونقل المعرفة. وتم اختيار الفائزين من بين أكثر من 410 مرشحين، فيما بدأت الأمانة العامة للجائزة تتلقى الترشيحات للدورة الرابعة من الجائزة. وألقى كلمة الختام المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل عبدالرحمن، الذي قال ان «الجائزة مشروع حضاري نعوّل عليه ليكون مشروع تواصل بين الحضارات كافة». وتبعت توزيع الجوائز ندوة حول سبل تعزيز أواصر الحوار والتعارف بين الثقافات وأهمية الترجمة في هذا المضمار.