أوقفت جمعية «إبصار الخيرية» في محافظة جدة جميع أنشطتها إثر الأزمة المالية والإدارية التي تعرضت لها أخيراً. كما قرر مجلس إدارة الجمعية تعليق الأنشطة والبرامج حالياً، والتي يستفيد منها نحو ثمانية آلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين. وجاء قرار إيقاف الجمعية، التي أنشئت قبل أكثر من عقد، إثر اجتماع عقد مع مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بفرع منطقة مكةالمكرمة، للوقوف على الأوضاع الحاليّة للجمعية، ومعرفة أسباب الأزمة التي علقت أنشطتها، مشيرة إلى أن الإدارة المسؤولة عن الجمعيات في الوزارة منحت «إبصار» 30 يوماً لتعديل أوضاعها المالية والإدارية. وأكدت مصادر تحدثت إلى «الحياة» أن مجلس إدارة «إبصار» يدرس حلولاً عاجلة لمعالجة الأوضاع المالية والإدارية، مشيرة إلى أن الأزمة نشأت بسبب ضعف الموارد المالية منذ استقالة رئيسها السابق محمد بلو، إضافةً إلى تعليق الإعانة السنوية والمكرمة الملكية من الوزارة، وانتهاء التعاقد مع الشركة المشغلة للجمعية، ما ترتب عليه تسرب وظيفي لعدد من الكوادر الأساسية العاملة في الجمعية. وبحسب المصادر، فإن الإيقاف شمل برنامج مكافحة العمى، وتعليق حملة «إبصار الوطنية للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال»، على رغم ما حققته من نجاحات، من خلال الكشف على أكثر من 20 ألف طفل في جدة خلال فترة وجيزة، للمرة الأولى في تاريخ المملكة، وتوقف علاج أكثر من 600 طفل من الحالات المكتشفة التي كانت بحاجة إلى العلاج، لإنقاذهم من الإصابة بإعاقة بصرية، وحرمان كوادر التعليم والصحة ومدارس مناطق المملكة الأخرى من الإفادة من الحملة، والتي كانوا ينتظرون مواصلتها في مناطقهم، خصوصاً بعدما لمسوا جدواها من خلال النتائج التي حققتها. فيما طالب عدد من مستفيدي جمعية «إبصار» من المعوقين والاختصاصيين (تحتفظ «الحياة» بأسمائهم)، باستئناف أنشطة الجمعية وبرامجها، لافتين إلى أن التعليق أدى إلى حرمانهم من أهم الخدمات والبرامج التعليمية التي كانوا يحصلون عليها طوال السنوات الماضية، وجعلهم أمام واقع «مظلم»، في ظل عدم وجود جهة بديلة تقدم لهم الخدمات التي كانوا يحصلون عليها. وأشاروا إلى تفاقم معاناة الكثير منهم، خصوصاً المكفوفين من الأطفال، وذوي الإعاقة البصرية المركبة، الذين كانوا يتلقون جلسات في التدخل المبكر، لتأهيلهم للتعامل مع حياتهم اليومية، ومستفيدي تعليم لغة «برايل» من الكبار الذين يحصلون على برنامج محو أمية، والطلبة الذين كانوا يتلقون دروس تقوية مدرسية، إضافة إلى مرضى العيون المحتاجين إلى عيادة ضعف البصر. كما تم إيقاف أهم برامج الجمعية، وهو برنامج «مكافحة العمى الممكن تفاديه»، ما فاقم حالات مرضى العيون، خصوصاً الخطرة منها المؤدية إلى العمى في حال تأخيرها.