كشفت «المجموعة السعودية لدعم مرضى الصلب المشقوق»، أن أكثر من 500 طفل يولدون كل عام في السعودية، مصابون بعيوب في العمود الفقري و ب «الصلب المشقوق»، وهو مرض يعرّض الحبل الشوكي للطفل إلى التلف، نتيجة عدم تغطيته بالعظم. وأكدت الجمعية أنه يمكن تقليل هذا العدد من الإصابات باستخدام «حمض الفوليك». وقال استشاري أمراض الأطفال والوراثة السريرية الدكتور عبد الرحمن السويد إنه: «يولد في السعودية طفل واحد مصاب ب «الظهر المشقوق» من أصل ألف حالة ولادة مُسجلة»، معتبراً هذا النوع من العيوب الخلقية «شائعاً في مجتمعنا، كما هو الحال في بقية دول العالم، بيد أنه يتضاعف في المجتمعات التي يكثر فيها زواج الأقارب». ولفت السويد، إلى أنه «لا يوجد مرض خلقي يصاب به البشر ويمكن منعه، سوى مرض «الظهر المشقوق» والتشوهات الخلقية الناتجة بسبب الحصبة الألمانية، ما دفع عدداً من الدول، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا، إلى إعلان استنفار عام، لمحاولة توعية شعوبها بأهمية الوقاية منه». وأكد أن تناول «حمض الفوليك»، «يقلل من حدوث المرض بين المواليد، بنسبة تصل إلى 70 في المئة». وأضاف أن «تناوله يساهم في تقليل تشوهات القلب والكلى والشفاه والحلق المشقوق. كما أنه يلعب دوراً مهماً في إنتاج كريات الدم الحمراء، ورفع الهيموغلوبين». وانطلقت أمس، فعاليات الحملة الوطنية للتوعية ب «حمض الفوليك»، تحت شعار «حبة وقاية خير من دهر علاج»، التي تنظمها المجموعة السعودية التطوعية، التي أنشئت تحت مظلة الشؤون الصحية في الحرس الوطني، بهدف «دعم مرضى الصلب المشقوق، من خلال تنظيم حملات للتوعية يستمر لمدة خمسة أعوام». وأشار المنسق العام للحملة في الشرقية خالد الهاجري، إلى أن المجموعة «تأمل في الوصول إلى توعية مليوني مواطن ومقيم، بأهمية تناول «حمض الفوليك» قبل الحمل، وليس خلاله، لتقليل نسبة الإصابة»، مشدداً على أهمية «التوعية بالصلب المشقوق كحالة مرضية مجهولة لدى الكثيرين، والتركيز على الدعم الأسري للمصابين، ودمج هؤلاء الأطفال في المجتمع، من خلال توضيح الحقوق والواجبات، وإزالة العوائق التي تحول دون حصول الدمج في المجتمع»، متمنياً أن «تغطي هذه الحملات جميع مناطق المملكة من خلال الشراكة مع الجمعيات الخيرية، وتفعيل التطوع في المجتمع، والرعاية والتمويل من الشركات والمؤسسات». وأبان أن الحملة «تستمر لمدة 10 أيام متواصلة، وهي بدأت متزامنة في كل من الدمام، والخبر، والقطيف، والجبيل، والأحساء، مستهدفة المجتمع في شكل عام، والنساء خصوصاً، من خلال المحاضرات التوعوية والتواجد في المجمعات التجارية للتوعية ب «حمض الفوليك» و«الصلب المشقوق» والتعريف في «المجموعة السعودية لدعم مرضى الصلب المشقوق»، إضافة إلى توفير ركن غذائي للتعريف بالأغذية التي تحوي «حمض الفوليك»، يشرف عليه اختصاصي تغذية وركن ترفيهي تعليمي للأطفال». واستقطبت الورشة التدريبية التي عقدت الأسبوع الماضي، للتعريف بالحملة وأهمية «حمض الفوليك»، نحو مئة شخص من النساء والرجال، من مختلف التخصصات. وانضم كل من «الجمعية الوطنية لطلبة الطب» وفريق «كير التطوعي، وفريق «خلك غير»، ونادي «إرادة»، وفريق «احتواء»، ونادي «الخبر التطوعي»، للمشاركة في توعية رواد المجمعات التجارية، وتنظيم الحملة.