رام الله - أ ف ب، رويترز - دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الإدارة الأميركية إلى الرد على رفض الحكومة الإسرائيلية وقف البناء الاستيطاني في القدسالمحتلة الذي يهدد بنسف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين. وقال عباس رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» عن إعلان بناء 14 وحدة سكنية جديدة للمستوطنين في حي رأس العامود في القدسالشرقية غداة بدء المحادثات غير المباشرة، إن «الإدارة الأميركية أعطتنا وعوداً وقالت لنا كلاماً وقالت للجانب الإسرائيلي كلاماً، فعلى الإدارة الأميركية أن تجيبنا وترد على مثل هذا الأمور». وجاء تصريح عباس عقب ترؤسه لجلسة الحكومة. وقال: «أعطيت تعليمات لحكومتي أن تستمر بنشاطها وجهودها وبرنامجها الذي أقررناه في الماضي من أجل أن يأتي الوقت لنتمكن من إعلان الدولة الفلسطينية في شكل قانوني ورسمي ومتفق عليه... وأرجو أن لا يساء الفهم أننا عندما نتحدث عن إقامة دولة، فأننا سنعلن ذلك من طرف واحد، بل نريد ذلك بعد التوصل إلى اتفاق». وكانت الولاياتالمتحدة حذرت إسرائيل والفلسطينيين من أي عمل قد «يقوض الثقة»، بعد إعلان بدء المحادثات غير المباشرة بين الطرفين. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي في بيان: «كما يعرف الطرفان، إذا ما اتخذ هذا الطرف أو ذاك خلال هذه المحادثات إجراءات قد تقوض الثقة في شكل خطير برأينا، فإننا سنرد بتحميله المسؤولية بهدف التصرف بما يؤدي إلى استمرار المفاوضات». إلا أن الوزير الإسرائيلي المكلف الإعلام يولي ايدلشتين صرح أمس بأن اسرائيل ستواصل في السنتين المقبلتين البناء في الأحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة. وأكدت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان في تقرير أمس أن العمل جار لبناء 14 وحدة سكنية جديدة للمستوطنين في حي راس العامود، مكان مركز للشرطة الإسرائيلية تم اخلاؤه قبل بضعة اشهر. وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها تقدمت باحتجاج للإدارة الأميركية بعد صدور هذا التقرير. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: «قدمنا احتجاجاً رسمياً للإدارة الأميركية... وأبلغناها بأننا نعتبر هذ العمل استفزازاً كبيراً ومناقضاً للثقة بين الجانبين». وأكد أن السلطة طالبت واشنطن بالعمل «على وقف بناء هذه البؤرة الاستيطانية». ودان أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه «البناء الاستيطاني في القدس»، معتبراً أنه يشكل «امتحاناً لمدى جدية الإدارة الأميركية في تعهداتها باتخاذ إجراءات ضد الجهة المستفزة». وأكد أن القيادة الفلسطينية «بدأت تتابع مع الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية هذا الإجراء الاستفزازي الإسرائيلي احادي الجانب»، وتعتبره «أول خروج على الموقف المتفق عليه مع واشنطن بتجميد الاستيطان في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة». أما حركة «حماس» فاعتبرت ان بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالمحتلة يشكل «صفعة صهيونية جديدة» لمنظمة التحرير ولجنة المتابعة العربية اللتين أعطتا الضوء الأخضر «للمفاوضات العبثية». وأضافت في بيان صدر في دمشق أن «مشروع الاحتلال في بناء 14 وحدة استيطانية جديدة في قلب القدس بالتزامن مع انطلاق المفاوضات العبثية يؤكد ما حذرت منه الحركة دوماً من أن العودة إلى المفاوضات خدمة مجانية للاحتلال ولمشاريعه الاستيطانية».