أعلنت الادارة الاميركية امس انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل، مؤكدة انها «أعطت ضمانات للطرفين»، وأنه «ستتم محاسبة أي طرف يتخذ خطوات خطيرة تقوّض الثقة». وفيما لم تفصح عن فحوى هذه الضمانات، أكدت أن الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة التي أجراها المبعوث جورج ميتشل كانت «جدية وواسعة النطاق»، وأن المبعوث سيعود الى المنطقة الأسبوع المقبل. ويأتي الاعلان الأميركي بعد ساعات من الكشف عن بدء أعمال بناء وترميم 14 وحدة استيطانية في حي رأس العامود في قلب القدسالمحتلة. وأكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون العامة فيليب كراولي في بيان أمس أن «ميتشل أنهى الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة»، واصفاً اياها ب «الجدية والواسعة النطاق». وأضاف أن الطرفين «يتخذان بعض الخطوات لخلق مناخ يساعد في انجاح المحادثات»، مشيراً الى عمل الرئيس محمود عباس ضد التحريض، وإعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وقف البناء في مشروع «رامات شلومو» الاستيطاني في القدسالشرقية لمدة عامين. وقال كراولي: «كلاهما (عباس ونتانياهو) يحاول المضي قدماً في ظروف صعبة، ونحن نشيد بذلك». وفي أول اشارة أميركية الى الضمانات التي أعطتها واشنطن لبدء المفاوضات غير المباشرة، أكد كراولي أن الولاياتالمتحدة «أعطت ضمانات للطرفين تخوّلنا المضي قدماً». واذ أضاف بأن فحواها «سيبقى سرياً»، أشار الى أن «الطرفين يعرفان أن اتخاذ أي منهما لخطوات خطيرة خلال المفاوضات غير المباشرة نراها تقوّض الثقة بشكل جدي، فسيكون عرضة للمحاسبة بهدف ضمان استمرار المفاوضات». وأكد أن ميتشل سيعود الى المنطقة الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات غير المباشرة، مضيفا أن الهدف هو الانتقال الى «مفاوضات مباشرة توصل الى حل الدولتين»، وأن «هدفنا في النهاية هو السلام الشامل في الشرق الأوسط». وكان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اكد خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع ثالث عقده ميتشل مع عباس، ان «المفاوضات ستتناول قضايا الوضع النهائي كافة، لكنها ستتركز في بداية الشهور الاربعة على الحدود والامن». من جانبه، شدد نتانياهو على تمسكه بالانتقال الى مفاوضات مباشرة قريباً، واستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته بالقول: «اود توضيح أمرين: الأول ان هذه المفاوضات تتم من دون شروط مسبقة، وهو ما أصرينا عليه العام الاخير، والثاني ان تقود المفاوضات عن قرب الى مفاوضات مباشرة في القريب»، مضيفا: «لا يمكن صنع السلام عن بعد ولا عبر جهاز تحكم عن بعد». ويأتي الاعلان رسمياً عن اطلاق المفاوضات في وقت كشفت حركة «سلام الآن» اليسارية الاسرائيلية امس ان جماعات يهودية باشرت اخيراً اعمال ترميم مبنى الشرطة الاسرائيلية القديم في حي رأس العامود لاقامة نحو 14 وحدة سكنية لليهود فيه. واضافت ان العمل جار منذ فترة في المبنى تحت ذريعة الترميم والصيانة لتفادي ترخيص من البلدية، علماً ان المستوطنين المسيطرين على المبنى كانوا تقدموا قبل اكثر من عام بطلب ترخيص للترميم، لكنهم لم يحصلوا عليه بعد، ومع ذلك باشروا اعمال البناء والترميم. ويعتبر البناء في رأس العامود من اخطر المخططات الاستيطانية لانه يسعى الى دمج مستوطنتي «معاليه ازتينيم»، ومستوطنة «غفعات دافيد»، ما يمنع اي احتمال عملي لقيام عاصمة فلسطينية في القدس لان هذا المخطط قريب جدا من البلدة القديمة ولا يفصله عنها سوى 400 متر.