واصل طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في صنعاء وضواحيها الغربية والشمالية، مستهدفاً مخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ بالستية، وامتدت الغارات إلى محافظات البيضاء ومأرب والجوف وحجة وصعدة في حين استمرت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة في تقدمها في مختلف الجبهات. وأعلنت قيادة التحالف في بيان، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن «الدفاع الجوي الملكي اعترض عند الساعة العاشرة إلا ربعاً من مساء اليوم (السبت) صاروخ سكود تم اطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه خميس مشيط»، في جنوب المملكة، على مسافة 100 كلم من الحدود اليمنية. كما اعترضت قوات التحالف سفينة إيرانية كانت متجهة من جيبوتي إلى ميناء الحديدة واقتادتها إلى ميناء جازان. وطاولت الغارات مواقع المتمردين في «همدان» و «بني مطر»، شمال العاصمة وغربها، وضربت معسكرات ومخازن أسلحة في جبل»عيبان» وقرب مطار صنعاء، واستهدفت موقعاً مفترضاً للجماعة في حي «شيراتون»، خلف مبنى السفارة الأميركية. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن مقاتلات التحالف استهدفت منزل محمد بشير السعواني أحد قادة الحوثيين في الحي. وأضافت مصادر عسكرية أن غارات أخرى استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في صرواح غرب مأرب، وفي مديريتي مكيراس والزاهر في محافظة البيضاء بالتزامن مع قصف للمقاومة والجيش الوطني أجبر المتمردين على التراجع في منطقة «عقبة ثرة» الرابطة بين البيضاء وأبين. في غضون ذلك، أعلنت قوات التحالف العربي أن قوات الدفاع الجوي السعودية دمرت صاروخاً بالستياً أطلقه الحوثيون من صنعاء باتجاه منطقة خميس مشيط، فيما أفادت مصادر التحالف بأن قواته البحرية اعترضت سفينة إيرانية كانت متجهة من جيبوتي إلى ميناء الحديدة اليمني وعلى متنها معدات عسكرية وأجهزة اتصالات يعتقد بأنها كانت في طريقها إلى الانقلابيين الحوثيين. وأضافت المصادر أن السفينة كانت قادمة من ميناء بندر عباس، وتم اقتيادها إلى ميناء جازان لاستكمال التحقيقات مع طاقمها وتوثيق شحنة المعدات العسكرية التي كانت على متنها بحضور الأطراف الدولية ذات العلاقة. من جهة أخرى، فجر مسلحون يعتقد بأنهم على صلة بتنظيمي «داعش» و «القاعدة» سيارة مفخخة أثناء مرور رتل من المدرعات التابعة لقوات التحالف في منطقة الحسيني في محافظة لحج كانت متجهة من عدن إلى قاعدة العند الجوية (50 كلم). وعلمت «الحياة» من مصادر عسكرية وشهود أن التفجير أدى إلى إعطاب مدرعة وإصابة اثنين من المارة، في حين أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية أن أحد جنودها المشاركين في قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن قتل أمس وأصيب آخر، لكنها لم تحدد مكان الحادث. وأفاد شهود في مديرية الشحر في حضرموت بأن عناصر ملثمين من تنظيم القاعدة اقتحموا مسجد «الشيخ ابن إسماعيل» ودمروا قبة أثرية ملحقة بالمسجد استمراراً لنهج التنظيم في تدمير عشرات القباب والأضرحة في حضرموت منذ سيطرته عليها في نيسان (أبريل) الماضي. وكان «داعش» وزع قبل يومين في عدن منشورات حذر فيها من الالتحاق بالجيش والأمن أو الاقتراب من ثكنات العسكريين أو سياراتهم معتبراً إياها «أهدافاً مشروعة» لهجماته، كما اعتبر عملية الالتحاق بقوات الجيش والشرطة «كفراً وارتداداً عن الدين».