أدلى الناخبون في جمهورية أفريقيا الوسطى بأصواتهم أمس في الدورة الثانية من انتخابات رئاسية يأمل المجتمع الدولي بأن تمهد لإعادة الحكم الديموقراطي وإنهاء سنوات من العنف الديني. ودُعي حوالى مليونَي ناخب للاختيار بين المرشحَين للرئاسة، وهما رئيسا الوزراء السابقان أنيسيت دولوغيليه وفوستين أرشانج تواديرا، فيما تحاول السلطات إعادة الدورة الأولى من الانتخابات النيابية التي أُلغيت بسبب مخالفات. وقال ندادر، وهو عسكري كان ينتظر دوره للإدلاء بصوته في حيّ «بي كيه5»، الجيب المسلم في العاصمة بانغي: «كل ما نريده هو الأمن أولاً، من أجل إعطاء نفس جديد لبلادنا». أما بارفيه غبوكو الذي صوّت في العاصمة، فأعرب عن أمله بأن «تسير الأمور في شكل جيد وسريع، بحيث يكون لدينا رئيس»، متمنياً أن «ننتهي من هذه المشكلات إلى الأبد، وأن نضحك في النهاية». وغرقت جمهورية أفريقيا الوسطى في أسوأ أزمة في تاريخها، مطلع عام 2013، أوقعت آلاف القتلى وتسبّبت بنزوح خمس سكان البلاد، بعدما أطاحت ميليشيا «سيليكا» المسلمة الرئيس فرانسوا بوزيزي، فردّت ميليشيا «أنتي بالاكا» المسيحية بمهاجمة المسلمين الذين يشكّلون أقلية. في بوجومبورا عاصمة بوروندي، قُتل طفل وجُرح والده وشخص آخر، بعد إلقاء قنبلتين يدويتين على قاعدة عسكرية في العاصمة. وقُتل أكثر من 400 شخص منذ نيسان (أبريل) الماضي، بعد إعلان الرئيس بيار نكورونزيزا ترشحه لولاية ثالثة، ما اعتبرته المعارضة انتهاكاً للدستور. وعلى رغم الاحتجاجات، جدّد البورونديون لنكورونزيزا. على صعيد آخر، أعلن الجنرال جان ماري مايكل موكوكو، القائد السابق للجيش في جمهورية الكونغو، عزمه على خوض انتخابات الرئاسة المرتقبة في 20 آذار (مارس) المقبل، متحدياً الرئيس المخضرم دينيس ساسو نغيسو، أحد أقدم الحكام في أفريقيا. وقال موكوكو (69 سنة) لأنصاره في العاصمة برازافيل: «قررت الوقوف الى جانب الشعب، من خلال الترشّح للانتخابات». وكان موكوكو شخصية نافذة أثناء الحرب الأهلية التي شهدتها المستعمرة الفرنسية السابقة في تسعينات القرن العشرين، لكن لم يتّضح هل سيشكّل تحدياً قوياً لساسو نغيسو (72 سنة) الذي حكم الكونغو 31 من السنوات ال36 الماضية، ويُعتبر المرشح الأبرز للفوز في الانتخابات. من جهة أخرى، فنّد الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني مزاعم عن فساد وبطالة وسوء نظام الرعاية الصحية في البلاد، خلال مناظرة تلفزيونية قبل انتخابات الرئاسة المرتقبة الخميس المقبل. والمنافسان الرئيسيان لموسيفيني هما كيزا بيسيغى، وهو معارض يحظى بشعبية، ورئيس الوزراء السابق أماما مبابازي. وشكّك الأخير في تأكيد موسيفيني أنه أعاد الأمن إلى أوغندا، فيما اتهمه مرشح آخر هو عابد بوانيكا، بتدمير نظام الرعاية الصحية. وعلّق موسيفيني (71 سنة) الذي يحكم أوغندا منذ 30 سنة: «أنا هنا لكي أتكلّم عن البلاد، لا عن خيال. إذا كنتم تريدون خيالاً والفوز بجائزة نوبل للآداب، يمكنكم التحدث بالطريقة التي تريدون أن تتحدثوا بها».