يقترن اسم ساعة «بيغ بن» الشهيرة بالدقة المتناهية، لكن هذه الساعة التي تعد أحد أهم المعالم السياحية في لندن، أصبحت تتأخر قليلاً بسبب قدمها وتآكلها. وأظهر تقرير أصدرته لجنة برلمانية بريطانية في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي أن الساعة الشهيرة، والتي بُنيت قبل 156 عاماً، شاخت وبدأت تدق متأخرة عن الوقت الحقيقي، وتحتاج إلى إصلاحات كبيرة. وذكرت الدراسة أن الساعة البالغ وزنها خمسة أطنان، بما فيها عقرب الدقائق البالغ طوله أربعة أمتار، تحتاج إلى أعمال ترميم مكثفة لإصلاح التآكل بسبب الأمطار والشقوق التي أصابت بناءها. وتقول الدراسة إن إعادة التأهيل قد تكلف دافعي الضرائب في بريطانيا نحو 40 مليون جنيه إسترليني (60 مليون دولار)، وتستمر لثلاثة أعوام. وحذرت صحيفة «صنداي تايمز» من أن الساعة قد تتوقف فجأة إذا لم يجرِ إصلاحها، ولم تستبعد صحيفة «ميل اون صنداي» سقوط عقاربها على رؤوس الناس. وأكدت الصحيفة الأولى أن الأعمال في «بيغ بن» يجب أن تبدأ فوراً، ولا يمكنها انتظار عملية الترميم الشاملة لقصر ويستمنستر حيث يقع البرلمان، والتي ستكلف سبعة بلايين جنيه (10.8 بليون دولار) وتنطلق نهاية هذا العقد. وفي آب (أغسطس) الماضي، قال الخبير إيان ويستوورث، إن ساعة «بيغ بن» التي تعلو برج البرلمان البريطاني ان الساعة تخطئ أحياناً، وتدق قبل الموعد بست ثوان. ويبدو أن «بيغ بن» كانت تدق في شكل مبكر منذ فترة، قاطعة برامج «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) و«ورلد سيرفيس» التي تستخدم هذه الدقة مباشرة. وأضاف ويستوورث: «كنا نضطر إلى الصعود إلى البرج كل يوم تقريباً لضبطها»، مشيراً إلى أن خبراء الساعات يصعدون عادة ثلاث مرات في الأسبوع. وخضعت الساعة قبل ذلك بأيام إلى عملية تنظيف، إذ عكف فريق من عمال التنظيفات المحترفين على تنظيف الواجهات الأربع البالغ ارتفاع كل واحدة منها 96 متراً، وتعود عملية التنظيف الكبيرة الأخيرة للساعة إلى العام 2010. وأوضح المسؤول المساعد عن عملية التنظيف ستيف جاغز أن «العملية معقدة وتتطلب عدم الشعور بالدوار. لدينا فريق من الأخصائيين سيتحققون من تنظيف الساعة بعمق ومن أنها ستحفظ للأجيال المقبلة». وكل واجهة من الساعة الكبيرة مصنوعة من 312 قطعة من زجاج الاوبال، وموصولة ببعضها بإطار من الصلب. ويتطلب تنظيف كل واجهة يوماً كاملاً، أي يفترض أن تستمر العملية أربعة أيام مع يوم اضافي في حال ساءت الأحوال الجوية. وبني برج «بيغ بن» في إطار إعادة بناء أبنية البرلمان من قبل المهندسين المعماريين تشارلز باري واغوستوس بوغين إثر حريق كبير في العام 1843. وثمة روايتان لتفسير اسمها، الأولى تفيد أن الاسم يشير إلى بنجامين هال المهندس الذي يرد اسمه على الجرس. أما الثانية فتفيد أن الساعة سميت بيغ بن تكريماً لبن كاونت، وهو ملاكم من الوزن الثقيل اشتهر في العام 1850 والأعوام التالية. وتعتبر الساعة من التراث الانكليزي واقتحمت مجالات عدة من بينها الفن، إذ ظهرت في أفلام عدة منها بيتر بان (1953) وماري بوبنز (1964)، وفلمين لشارلوك هومز في العامين 1985 و2011، وفيلم لجيمس بوند بعنوان «في الخدمة السرية لجلالتها» في العام 1969.