تفشّى فيروس «زيكا» أخيراً، بسرعة رهيبة مخلّفا أكثر من مليون إصابة حتى الآن، وحذّرت «منظمة الصحة العالمية» من أن الفيروس قد ينتقل إلى بعض الدول العربية ما لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة. ولم تٌسجل حتى الآن أي إصابة بالفيروس في الدول العربية إلاّ أن «البعوض الزاعج»، وهو المتسبب في ظهور الفيروس والناقل له، منتشرٌ في دول عدة في الشرق الأوسط. ويعتبر الباعوض من الحشرات الناقلة للأمراض بين البشر، لنقله الفيروسات والطفيليات من طريق حقن اللعاب المحتوي على تلك الفيروسات بجلد الانسان، ومن بين تلك الأمراض: الملاريا هو مرض معد يتسبب في حدوثه كائن طفيلي يسمى «البلازموديوم»، ينتقل من طريق البعوض ويتسلل داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان ويدمرها . حمى الضنك هو المرض الذي ينقله البعوض وتشمل أعراض الاصابه به الحمى والصداع وآلام العضلات والمفاصل وطفح جلدي وفي غالب الاحيان يكون قاتلاً، ويؤثر على أكثر من 50 مليون شخص سنوياً. شكونغنا هو مرض فيروسي نشأ بسرعة وأنتشر أيضا من طريق البعوض. ووفقاً ل «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» تشمل اعراض الاصابه به الحمى والصداع والغثيان والتقيؤ، بالاضافة الى اعراض اخرى. الحمى الصفراء تنتشر هذه الحمى في أفريقيا وأميركا اللاتينية، وتشتهر بين البحارة الأوروبيين الذين زاروا المناطق المدارية. وبات «زيكا» يبث الرعب خصوصاً في الأميركيتين والبرازيل، إذ اعلنت «منظمة الصحة العالمية» حال الطوارئ على الصعيد العالمي بسببه. وتسبب الفيروس بعوضة تسمى ب «البعوضة النمر»، وتم اكتشافها في غابات زيكا بأوغندا. وقد تؤدي الإصابة بالفيروس إلى تشوهات خلقية لدى المواليد الجدد مثل بروز رأس المولود بحجم غير حجمه الطبيعي. ويقول العلماء ان اسباباً اخرى وراء انتشار «زيكا» من ابرزها: التغير المناخي ويساهم التغيّر المناخي في توفير بيئة أكثر ملاءمة لبعض أنواع البعوض الناقل للأمراض والأوبئة. وتؤكد منظمة الصحة أن «ارتفاع درجات الحرارة إلى ما بين اثنين إلى ثلاثة في المئة، قد يرتفع عدد المعرضين للإصابة بالملاريا بنسبة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة في المئة». التوسع الحضري والنفايات ويعتبر الإنسان مساهم رئيس في انتشار فيروسات مثل «زيكا»، اذ يرى العميد في «كلية بايلور» للطب في تكساس، ويدعى بيتر هوتز أن تدهور البيئة وانتشار النفايات نتيجة الزحف الحضري يوفر ظروفاً مناسبة لنمو هذه الفيروسات. قطع جذوع الأشجار ويساهم قطع جذور الاشجار في انتقال البعوض الذي كان مختبئا في تجويف الأشجار إلى البشر. وبما أن عملية القطع في كثير من الدول يقوم بها أشخاص عوضاً عن الآلات في الدول الغربية، فإن ذلك يسهل انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى أشخاص آخرين. وتملك «منظمة الصحة العالمية» مركزاً دولياً لمكافحة الأوبئة، لكنه يعاني ضآلة التمويل وقلة الطواقم. وفي 2015، قدّر «البنك الدولي» أن موجة عالمية من الفيروس، حتى لو كانت «سهلة» نسبيّاً كالإنفلونزا، ستخفض ثروة العالم ب 3 تريليونات دولار في عام. أما إذا كانت الضربة أشد، فسيصل الرقم إلى سبعة تريليونات دولار. وفي ضربة «إيبولا»، برز دور المؤسّسات غير الرسميّة، خصوصاً «أطباء بلا حدود» التي لعبت دوراً فاعلاً فاق كثيراً دور منظمة الصحة.