أُسقطت طائرة «ميغ 23» تابعة للسلطات الليبية المعترف بها دولياً فوق مدينة بنغازي شرق البلاد، أثناء استهدافها مواقع تابعة ل «مجلس شورى ثوار بنغازي» أول من أمس، بعد أقل من أسبوع على تحطّم طائرة حربية أخرى في منطقة قريبة. وصرّح الناطق باسم قاعدة بنينا الجوية في بنغازي (1000 كيلومتر شرق طرابلس)، ناصر الحاسي، بأن «طائرة ميغ 23 سقطت في منطقة قاريونس في شمال غربي بنغازي، بعد استهدافها أثناء قيامها بقصف مواقع تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي». وأكد مصدر عسكري آخر، نجاة الطيار «بعدما تمكّن من القفز بمظلته، إلا أن مكانه لم يُحدَّد بعد». وتأتي هذه الحادثة بعد تحطّم طائرة «ميغ 23» أخرى الاثنين الماضي، قرب مدينة درنة، في أعقاب تنفيذها غارات ضد مواقع لتنظيم «داعش» المتطرف، وفق مصادر عسكرية عزت تحطُّمها إلى خلل فني. إلى ذلك، اقتاد خفر السواحل الليبيون أمس، ناقلة نفط إلى قاعدة طرابلس البحرية كانت في المياه الليبية من دون إذن بهدف تهريب المازوت، وأُوقف طاقمها المؤلف من 12 شخصاً يحملون جنسيات أوكرانية وتركية وأذربيجانية. وقال أبو عجيلة، وهو آمر الدورية التي أوقفت ناقلة النفط: «تم توجيهنا من قبل خفر السواحل لإجراء مهمة استطلاعية في المنطقة الغربية حيث عثرنا على ناقلة محملة بحوالى مليون و660 ألف ليتر من مادة المازوت». من جهة أخرى، أجرى مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر، أمس، محادثات حول الوضع في ليبيا مع شخصيات أوروبية عدة، على هامش مؤتمر الأمن الدولي الذي افتتح أعماله أول من أمس، في مدينة ميونيخ الألمانية بمشاركة 30 دولة. وناقش كوبلر الوضع السياسي في ليبيا مع مبعوثي الولاياتالمتحدة وإيطاليا إلى ليبيا ومديرة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الألمانية، كما اجتمع بوزير خارجية هولندا برت كوندورز. إلى ذلك، اعتبر رئيس مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، فولفغانغ إيشنغر، أنه في حال توسّع نفوذ تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، فإنه من واجب الاتحاد الأوروبي التدخل هناك عسكرياً. وأشار إيشنغر خلال مقابلة مع صحيفة «دوتشه فيله» الألمانية، إلى أن «داعش» يُعدّ أحد الأسباب التي تجعل أوروبا في حاجة إلى القدرات الضرورية لتطوير سياسة أمنية ودفاعية مشتركة ذات مصداقية. وأضاف أن التنظيم الإرهابي نجح في ملء فراغ السلطة في أجزاء واسعة من الشرق الأوسط، وأن هذا التنظيم أقوى من «القاعدة»، لا سيما بشبكته في أوروبا وبعملياته في التجنيد والدعاية عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن «داعش» سيبقى لفترة طويلة مشكلة كبيرة بالنسبة إلى القارة العجوز. في سياق متصل، تناول وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الإيطالي باولو جنتيليوني، على هامش مشاركتهما في مؤتمر ميونيخ، تطورات الأزمتين السورية والليبية، وأكدا ضرورة الإسراع في جهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا لمحاربة الإرهاب وبناء الدولة وفرض الأمن والقانون. على صعيد آخر، وزّعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات إنسانية على النازحين من مناطق ليبية مختلفة، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي. وأفاد الناطق باسم الهلال الأحمر محمد المصراتي، بأن مواد غذائية وأغطية وُزِّعت على النازحين في مدن طرابلس ومصراتة وطبرق. وأشار المصراتي إلى أن المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية للنازحين في ليبيا لم تعد كافية، بخاصة مع تزايد أعداد النازحين من مناطق الصراع.