{ عندما يشار إلى فلان، يافعاً كان أو شاباً، بأنه تلميذ مدرسة، يُقصد بذلك أنه ما زال بريئاً أو ساذجاً أو غراً في أمور الدنيا. وعندما تخلع تلميذة المدرسة مريولها، عند البوابة الكبيرة، وتضع ماكياجاً خفيفاً على وجهها، ثم تسير «غندرة» على الناصية، لتفتن تلميذ مدرسة، أكبر منها سناً، من دون جدوى، تبقى أقرب إلى الرعونة منها إلى الخبث والمكر. وتبقى في مصاف السّذج إلى إشعار آخر. ويظل تصرفها هذا يطبع أجمل أيام حياتها، خصوصاً بعدما تتزوّج من أبي جميل السمج وثقيل الظل، مقارنة بعدنان ذلك الشاب الرشيق، لاعب كرة السلة... ولكن، عندما يأبى تلميذ المدرسة أن يأتي إلى الصرح التربوي العريق، إلاّ والكوكايين في جعبته، يبيعه لزملائه الذين يتلقفون المسحوق الأبيض، ويندسون في الزوايا المظلمة، ليتنشقوه وينتشوا... عندئذٍ، تطير البراءة من عيونهم. والمفاجأة عند الأهل: «ولدنا (أو بنتنا) خلوق، لا يتعاطى شيئاً، ولا يؤذي نملة»! وعند المساءلة، تكرّ سبحة الذرائع وتبريرات الفعلة (أو الارتكاب)... وأحياناً يتقدّمون بحجج مقنعة، لا يدحضها إلاّ الحزم في موقف الأولياء. غير أن المفاجأة الكبرى تحصل عندما يتواجه الأهالي، في المدرسة، كل دفاعاً عن فلذة الكبد. والمشهد وهم يتقاذفون الاتهامات بسوء التربية، و»ينكّل» بعضهم ببعض، ويستعيدون ماضي تلك الأم، وأحياناً أم تلك الأم، ذلك المشهد الذي يدور أمام مدير المدرسة العاجز، أشبه بواقعة. دروس الأخلاق والتربية المدنية والاجتماعية لم تعد تنفع، تلاميذ المدرسة باتوا أرهف حساً ببيئتهم. صاروا يسألون عن السبيل إلى تحويل الأخلاق و«الآدمية» والحُسن مادة... أو قل إلى أموال. عيون الصغار وآذانهم باتت أوسع من أن نتحايل عليها، بكلمات لا تُصرف.