كان من شأن إعلان اكتشاف موجات الجاذبية أخيراً، إثبات صحة ما ذهب إليه ألبرت آينشتاين قبل 100 سنة. فقد أنجز العالم الألماني الأصل الأميركي الجنسية الكثير في مجال الفيزياء، الى الحد الذي أصبح معه اسمه مرادفاً للعبقرية. لكن هناك الكثير مما لا يعرفه الناس عن الرجل. وقد أورد موقع «بي بي سي» تقريراً أوضح فيه بعض الأمور التي يجهلها كثر عنه. بدأ آينشتاين تعلّم العزف على آلة الكمان عندما كان طفلاً، وواصل العزف حتى توقّف كفّه الأيمن عن الحركة بالسرعة والدقة المطلوبتين. وكان يعزف في الحفلات الخيرية، كما كان يستخدم الموسيقى كوسيلة للاسترخاء، وكان مغرماً بموسيقى موتسارت وباخ. تأخر في المشي والنطق، وقالت شقيقته مايا في كتابها عن شقيقها، إنه عندما كان ألبرت ولداً في وطنهم ألمانيا، كان المقربون منه قلقين من أنه قد لا يتعلم الكلام أبداً. وفي المدرسة، لم ترق دراسة العلوم الإنسانية لآينشتاين، كما كان يواجه صعاباً كبيرة في الكتابة وكان يعتقد أنه كان يعاني اضطراب القراءة المرضي (dyslexia)، في وقت لم تكن هذه الحالة تخضع للفحص والتشخيص الدوريين. وفي إحدى المرات، وبّخه مدرس اللغة الإغريقية وقال له إنه لن ينجز شيئاً في حياته. ورسب آينشتاين في امتحان دخول الجامعة واضطر للعمل كاتباً بسيطاً في مكتب، لكن في تلك الفترة، وجد الوقت الكافي لتطوير أفكاره ونظرياته، ونشر بحوثاً علمية، ثم انتقل الى العمل في المجال الأكاديمي حيث حقق منجزات فريدة في الفيزياء، بما في ذلك وضع النظرية النسبية وتطويرها. بعدما توفي، شرّح علماء دماغ آينشتاين وقاسوا أبعاده ووزنه، كما أرسلت عينات منه الى مختبرات في أرجاء العالم. وتوصلت البحوث الى أن دماغ آينشتاين تميز بأن خلاياه العصبية مرصوصة في شكل غير طبيعي، الأمر الذي ربما أتاح له التعامل مع المعلومات أسرع من سواه. كما كانت المناطق المسؤولة عن إدراك المكان والتفكير الرياضي في دماغه أكبر من الحجم الطبيعي. لكن يقول البعض إن كل ذلك محض تخمين، وإنه من الصعب إثبات وجود أي علاقة بين تركيب دماغ آينشتاين وعبقريته. وحين وصل النازيون الى السلطة، كان آينشتاين قد نال شهرة على مستوى العالم لبحوثه وكان معروفاً أنه يهودي، لذلك أصبح من الصعب عليه مواصلة العمل في ظل تصاعد كراهية اليهود في أوروبا آنذاك. وفي أوائل الثلاثينات، حصل على عمل في الولاياتالمتحدة، وبعد وقت قصير، اتهمه الرايخ الثالث بالخيانة كما أحرق الطلاب النازيون كتبه. ولاحقاً، كتب العالم رسالة جاء فيها: «أشعر بالعار تقريباً للعيش في سلام بينما يعاني الآخرون». وعام 1952، كتب السفير الإسرائيلي في واشنطن الى آينشتاين نيابة عن رئيس الوزراء دافيد بن غوريون، طالباً منه تولّي منصب رئيس إسرائيل تعبيراً عن «أعمق احترام يمكن أن يكنه الشعب اليهودي لأي من أبنائه». لكن آينشتاين رفض العرض، قائلاً إنه «تأثر جداً» به ولكن المنصب لا يناسبه نظراً إلى كبر سنه وفرادة شخصيته.