أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما في ختام قمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بروكسيل أمس، أن «الولايات المتحدة وأوروبا متحدتان وروسيا منعزلة» في شأن أزمة أوكرانيا، «ما يجعل العالم أكثر أمناً وعدلاً». في الوقت ذاته ردت رئيسة مجلس الاتحاد الفيديرالي الروسي (الشيوخ) فالنتينا ماتفيينكو على قول أوباما في لاهاي إن «روسيا قوة إقليمية ضعيفة»، معتبرة أن «الولايات المتحدة تعاني سكرات موت»، ومنددة بإصرارها على «عدم الاعتراف بارتكابها أخطاء كبيرة في أوكرانيا، ورفضها الإقرار بأن العالم لم يعد أحادي القطب. وأكدت ماتفيينكو أن على واشنطن «أن تدرك أن روسيا دولة عظمى ومندمجة في الاقتصاد العالمي»، فيما لفت امتناع سويسرا عن فرض عقوبات على روسيا، اذ اعلن رئيسها ديدييه بورخالتر: «موقف بلادنا مستقل، ولدينا قاعدة قانونية خاصة في شأن قرارات فرض الحصار ترتكز إلى القانون الدولي ومصالحنا». واوضح: «المصالح الاقتصادية والمالية الروسية كبيرة جداً في سويسرا التي لديها مصلحة أيضاً في تنفيذ مساعٍ حميدة، وهو ما اعتادته في ملفات عدة بفضل حيادها». وأشار إلى أن بلاده ستطبق العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في مجال تقييد حرية تنقّل بعض الروس، «لأن الاتحاد السويسري جزء من فضاء شينغن، لكننا لا نريد أن تصبح ساحتنا المالية حلاً بديلاً للأشخاص الذين تستهدفهم هذه العقوبات». وتحتفل سويسراوروسيا هذه السنة بمرور 200 سنة على علاقاتهما الديبلوماسية. وينوي بورخالتر زيارة موسكو في إطار الاحتفال. إلى ذلك، أوصى أوباما خلال لقائه رئيسي المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي والمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، بتسريع إجراءات تنويع مصادر الإمدادات لأوروبا، بهدف الحد من تبعيتها لروسيا في مجال الطاقة، «ما يطرح مشكلة لدى تبني عقوبات في إطار الأزمة الحالية مع موسكو». وأضاف: «من حظ الولايات المتحدة أنها طوّرت مصادر طاقة إضافية، وسمحت بتصدير الكمية التي يمكن أن تحتاجها أوروبا من الغاز الطبيعي، لكن هذا الأمر سيكون عبر السوق العالمية لبيع الطاقة». واشترى الاتحاد الأوروبي 133 بليون متر مكعب من الغاز من روسيا عام 2013، أي ربع حجم استهلاكه. ويمكن أن تتجه دول الاتحاد إلى النروج والجزائر، لكنها لن تستفيد من الأسعار التفضيلية التي تمنحها إياها روسيا. على صعيد آخر، اتهم وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل روسيا بمواصلة تعزيز قواتها على طول الحدود مع أوكرانيا، مذكراً موسكو بالتزامها عدم تخطي الحدود. وشوهدت قوات روسية تنفذ مناورات على ساحل البحر الأسود في جمهورية أبخازيا الجورجية الانفصالية، مستخدمة أسلحة ثقيلة للدفاع الجوي، مثل منصات متعددة الفوهات لإطلاق صواريخ غراد ونظام «شتام» الصاروخي المضاد للدبابات وآخر لصواريخ أرض– جو محمولة. وتتزامن المناورات الروسية في أبخازيا مع أخرى في جمهورية ترانسنيستريا الانفصالية.