يرد في أحد أبيات قصيدة للشاعر إيليا أبو ماضي، «وإذا ما أظل رأسك همّ// قصّر البحث فيه كي لا يطولا». وعلى غراره يمكن القول، مع الاعتذار للشعر كله: «وإذا ما أثقل جسمك كرشٌ// أكثِر الضحك فيه كي لا يدوما». ربما من الشائع القول ان الضحكة تجلو النفوس، وتضيء كشمس بعد غيوم كثيفة. ولكن العلماء اكتشفوا أخيراً ان الضحك، خصوصاً المتكرر والمتواصل والمستمر، قد يساعد على تخفيض الوزن، لأن ما يملكه من مفاعيل، يشبه التمارين الرياضية! والحق ان الطبيب نورمان كويزن اقترح، في سبعينات القرن العشرين، أن الضحك مفيد لصحة الجسد، وأن أثره يمتد أبعد من المنحى النفسي. وحينها، اعتُبر بحثه طليعياً، إذ رصد تحسّناً قوياً في جهاز المناعة عند من يكثرون من المزاح والمرح والضحك. ونشر بحثه في «نيو إنغلند جورنال أوف ميدسن»، فاعتبر مؤسساً للعلوم التي ترصد العلاقة بين أدائي الدماغ والجسد. وفي أواخر الثمانينات من القرن الماضي، التقط فريق علمي أميركي، ضمت صفوفه اختصاصيين في علوم المناعة والأعصاب والجينات، الخيط الذي نسجه كويزن، وساروا فيه من النقطة التي توقف عندها. وراكموا معلومات وخبرات عن الآثار الجسدية للضحك المتواصل. وتبيّن لهم ان تكرار الضحك يساعد على إحداث توازن بين عمل الأجهزة المختلفة في الجسم. ونُظِرَ إلى هذا الفريق، الذي تألف من لي بيرك ولوما ليندا وستانلي تان، باعتباره أول من استطاع إقامة البرهان على العلاقة إيجابياً بين الضحك والتوازن في هرمونات الجسم، خصوصاً بالنسبة الى الكورتيزون والإيبينفرين، إضافة الى تعزيزه جهاز المناعة، وضمنه الخلايا التي تقاوم السرطان. وفي خطوة تالية، وجدوا ان للضحك المتواصل تأثيرات تشمل طريقة تعامل الجسم مع الدهون ومع السعرات الحرارية والدهون المختزنة فيه، وأنه يشبه ما تفعله التمارين الرياضية! بل أطلقوا على الضحك المتواصل اسم «لافترسايز» LaughterCise، وهو مصطلح يدمج كلمتي «ضحك» («لافتر» Laughter) و «تمرين» («إكسرسايز» Excercise). ويؤكد هؤلاء العلماء ان تكرار نوبات الضحك المتواصل يؤدي الى رفع حرارة الجسم لمدة من الوقت، تكفي لخسارة كميات كبيرة من السعرات الحرارية. هل ما زلت تقرأ؟ اترك كل ذلك، وانفجر ضحكاً، وكرر الضحك، ثم اضحك وكرر الضحك وكرر...