أسِفت طهران أمس، ل»عجز» إسلام آباد عن ضمان الأمن على حدودها، مرجّحة تورّط «حكومات في المنطقة» بخطف تنظيم «جيش العدل» خمسة من حرس الحدود الإيرانيين الشهر الماضي، قُتل أحدهم قبل أيام. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن مصدر في الخارجية الإيرانية، أنها استدعت السفير الباكستاني في طهران ل «متابعة ظروف الرهائن الإيرانيين الباقين وتدابير الحكومة الباكستانية» لكشف خاطفيهم. وأسِف وزير الخارجية محمد جواد ظريف ل «عجز الحكومة الباكستانية عن ضمان الأمن على حدودها، وعدم تمكّنها من الحؤول دون لجوء الإرهابيين إلى أراضيها». وأشار إلى أن طهران «تبذل قصارى جهدها لمتابعة» قضية المخطوفين، مضيفاً أن إسلام آباد «تدرك جيداً أن إيران تتوقّع منها حفظ أمن حرس الحدود الإيرانيين المخطوفين وسلامتهم ليعودوا إلى وطنهم، ونتوقّع ألا يلتزم المجتمع الدولي الصمت إزاء هذه القضية». وذكّر ظريف بهجمات استهدفت ديبلوماسيين إيرانيين في دول في المنطقة، مبرراً الأمر ب «خوف الإرهابيين من اقتدار إيران إقليمياً». وزاد: «ثمة تحرّك ضد ايران، يتم بالتنسيق ربما مع حكومات في المنطقة، برز في عمليات إرهابية تنفذها مجموعات متطرفة». وكانت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم حمّلت الحكومة الباكستانية «مسؤولية» قتل حرس الحدود الإيراني، محذرة من أن «عدم التدخل ضد أعمال إجرامية مشابهة يضر بالعلاقات الودية والأخوية بين البلدين الجارين المسلمين ويتعارض مع علاقات حسن الجوار». على صعيد آخر، أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني بوزرائه، معتبراً أن «جهودهم طيلة الأشهر الماضية أفضت إلى تمتع الإيرانيين بعطلة ربيعية جميلة ورائعة»، في إشارة إلى عيد رأس السنة الإيرانية. وقال خلال جلسة للحكومة إن السنة الإيرانية السابقة شهدت «إنجازات جيدة جداً في الشؤون الثقافية والاجتماعية والسياسة الداخلية»، معرباً عن «سروره لأن انتقاد الحكومة يتم بسهولة وببساطة، وأن المواقع المنتقدة وبرامج الإذاعة والتلفزيون والصحف تكتب وتنتج كل ما تريد». وأضاف: «نتقبّل الانتقاد البنّاء المصحوب بالنصح، ونراه مفيداً ولازماً». واستدرك أن «الحكومة أتت لتمنع التطرف، وأسوأ أنواعه كيل الأكاذيب والاتهامات والافتراءات. وأسوأ الأكاذيب عدم إطلاع الشعب على الحقائق»، معرباً عن أمل بترسيخ «انتقاد بنّاء حقيقي في البلاد». من جهة أخرى، انتقد علي يونسي، مستشار روحاني لشؤون الأقليات الدينية والعرقية، مسوّدة شرعة لحقوق المواطن طرحتها الحكومة في التداول، بسبب تجنّبها اتخاذ خطوات جريئة في مسائل معينة، واعتبرها «ضعيفة جداً». وكان أصوليون مناهضون للحكومة انتقدوا الشرعة، بينهم رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي. وأعلن يونسي أنه سينشئ مجلساً استشارياً للسنّة، داعياً إلى منحهم مزيداً من الحقوق في إيران.