وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الى عمان في محاولة جديدة لانقاذ عملية السلام، وسط مخاوف من عدم وفاء اسرائيل بتعهداتها الافراج عن أسرى فلسطينيين. وأفادت ناطقة باسم وزير الخارجية الاميركي ان الاخير الذي قطع زيارته لروما، اجتمع أولاً بالعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قبل محادثات مقررة مع الرئيس محمود عباس على العشاء، في محاولة «مستمرة لتضييق الفجوات» بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ونسبت صحيفة «اسرائيل اليوم» على موقعها الالكتروني لمسؤول اردني قوله انه سيتخلل اجتماع عباس - كيري اتصالاً عبر «الفيديو كونفرنس» مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، بحضور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وأضاف ان الاجتماع سيتناول مسألة إطلاق الاسرى الفلسطينيين التي اعتبرها المسؤول الاردني أساس استمرار المفاوضات. في هذه الاثناء، أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه، ان الملك عبدالله اكد لكيري خلال اللقاء «موقف الأردن الداعم لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية»، مشدداً على «ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وبما يحمي ويصون مصالح الأردن العليا، خصوصاً تلك المرتبطة بقضايا الوضع النهائي». وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي أعلنت اول من امس ان كيري «سيجري ايضاً مشاورات هاتفية او عبر الدائرة المغلقة (فيديو كونفيرنس) مع نتانياهو». وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اول من امس في حديث مع اذاعة «صوت فلسطين» الرسمية: «سيتم التوجه الى المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة ما لم تطلق اسرائيل الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو عام 1993». وأضاف أن «اسرائيل حاولت ان تقول ان اطلاق الاسرى جاء مقابل استمرار الاستيطان، وقرارنا كان إطلاق الأسرى في مقابل تجميد توجهنا للمنظمات الدولية». وحصل الفلسطينيون امس على الدعم الكامل من القمة العربية في الكويت والتي اكدت الرفض «المطلق» للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وهو ما اشترطه نتانياهو للمضي قدماً بالمفاوضات. وقال مصدر فلسطيني لوكالة «فرانس برس» ان كيري الذي رافق الرئيس باراك اوباما في رحلته الى اوروبا، طلب من عباس ارسال كبير المفاوضين صائب عريقات الى روما للتباحث معه، الا ان عباس رفض ذلك، وأخبره انه لن يناقش اتفاق الاطار الا بعد ان تفرج اسرائيل عن الدفعة الرابعة والاخيرة من اسرى ما قبل اتفاق اوسلو. وقضية الاسرى ليست الوحيدة التي تهدد مصير مفاوضات السلام، فضغط اسرائيل على الولاياتالمتحدة لإطلاق الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد والاستمرار في بناء المستوطنات، يعقدان الموقف كذلك. ومن المقرر ان يقضي كيري ليلته في عمان، على ان يتوجه صباح اليوم الى روما لينضم الى اوباما في لقاء يجمعه مع البابا فرانسيس. كما من المقرر ان يزور الرئيس الاميركي ووزير خارجيته الجمعة المملكة العربية السعودية.