أكد عضو اللجنة الدولية لتخفيف المخاطر الزلزالية ممثل السعودية في اللجنة ورئيس مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري ل«الحياة» أن آخر بركان انفجر في الجزيرة العربية كان قبل نحو 800 عام، ووقع في حرة «الونير» وهي ذات المنطقة التي تحدث فيها هزات أرضية حالياً، حيث غطى مساحة 17 كيلو متراً من الحمم البركانية، «وارتفعت النيران كثيراً حتى ذكر أن سكان مكةالمكرمة كانوا يشاهدونها، واستمرت 10 أيام متتالية». وأشار الدكتور العمري إلى أن منطقة المدينة ليست بغريبة عن النشاطات البركانية، إذ سبق أن تعرضت ذات المنطقة في رمضان من العام 1428 لنشاط بركاني مماثل، حيث تم رصد أكثر من 500 هزة أرضية في منطقة حرة «لونير» بالقرب من قرية العيص، موضحاً «أن النشاط البركاني هو أساساً عبارة عن هزات أرضية، والمنطقة تتكون من صخور بازلتية حديثة تعتبر من العصر الثالث، وهي تستجيب للنشاطات الزلزالية بسرعة، وهي هزات ضعيفة وليس لها أضرار مستقبلية، بعكس زلازل خليج العقبة أو منطقة جازان». واستبعد الدكتور العمري ثورة براكين في منطقة المدينة بحسب ما تشير إليه الدراسات والقياسات حالياً، بحيث لم يتم رصد انبعاث غازات مركزة من باطن الأرض، مؤكداً أن الحد الأقصى للهزات الأرضية لن يتجاوز أربع درجات على مقياس «ريختر» بحسب السجل الزلزالي للمنطقة، حتى وإن شعر بها سكان بعض القرى كونها منطقة هادئة. وقال: «إن استنفار فرق الدفاع المدني في تلك المنطقة جاء نتيجة بلاغات المواطنين المتكررة والهلع الذي انتابهم، تحسباً لأي طارئ، والموضوع لا يدعو إلى القلق حتى هذا الحد». مشيراً إلى أنه قد يكون من ضمن الأسباب المؤدية إلى الهزات الأرضية وجود كميات كبيرة من المياه التي تخترق الفجوات في باطن الأرض، ومن ثم تسبب ضغطاً على تلك الفجوات ما يؤدي إلى حدوث ارتجاجات أرضية. وصنف الدكتور العمري مستوى النشاط الزلزالي في السعودية إلى 25 نطاقاً زلزالياً من ضمنها منطقة المدينةالمنورة التي تعتبر من ضمن النطاقات الزلزالية المنخفضة، فيما يكون أقوى نطاق زلزالي في منطقة خليج العقبة ومناطق حقل ومجنه والبدع السعودية، إذ قد تتعرض تلك المناطق إلى زلازل أرضية تصل إلى ست درجات على مقياس ريختر كل 60 عاماً بحسب الدراسات، بينما تتعرض كل 10 أعوام إلى زلزال من أربع إلى خمس درجات. وكشف الدكتور العمري وجود دراسات مستمرة وفق مشروع يتم تمويله من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المدينةالمنورة وجار تنفيذها حالياً، إذ ستحتاج الدراسات إلى نحو العامين لكشف تفاصيل نتائج تلك الدراسات.