بكين، سيول، طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب - أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي أنهى امس زيارة نادرة الى بكين، أبلغ الرئيس الصيني استعداده لاستئناف المحادثات السداسية حول تفكيك الترسانة النووية لبيونغيانغ، والمعلقة منذ أكثر من سنة، من دون الالتزام بموعد محدد. وأوضحت «شينخوا» أن كيم قال خلال لقائه هو جينتاو أن «موقفه المؤيد لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، لم يتغير. والجانب الكوري الشمالي مستعد، مع كل الأطراف، لمناقشة تهيئة الظروف المواتية لاستئناف المحادثات السداسية». وكان كيم تعهد الامر ذاته قبل 6 أشهر، من دون اتخاذ اجراءات ملموسة لاستئناف المفاوضات. ونقلت «شينخوا» عن كيم قوله إنه يرحب بالاستثمارات الصينية في بلاده، «استناداً إلى مبادئ تبادل المصلحة والمساواة»، مشيرة الى ان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو قال خلال استقباله الزعيم الكوري الشمالي ان «الصين ستدعم كالعادة التنمية الاقتصادية في كوريا الشمالية، وتحسين ظروف معيشة الشعب». وقد ترتبط عودة بيونغيانغ الى المحادثات، بتلقيها مساعدات اقتصادية من بكين ترغب خصوصاً في ان تشاطرها كوريا الشمالية تجربتها في الإصلاح والانفتاح. وكما جرت العادة، لم تورد وسائل الاعلام الرسمية الصينية خبر زيارة كيم، الا بعد انتهائها. لكن التلفزيون الصيني بثّ صوراً بدا فيها كيم متقدماً في السن وهزيلاً، لكن مبتسماً. أما وكالة الأنباء الكورية الشمالية فأفادت بأن زيارة كيم لبكين كانت «غير رسمية»، وبثت رسالة شكر من الزعيم الكوري الشمالي لهو جينتاو ومسؤولي المدن الاربع التي زارها وهي تيانجين وبكين وداليان وشينانغ. واشاد كيم (68 سنة) في رسالته ب «الإنجازات العالمية» التي حققتها الصين، «بعد قرون من التخلف»، معرباً عن سعادته لتأكيد «الثقة والتفاهم» بين البلدين، ورغبته في تعزيز العلاقات بينهما. لكن سيول لم تنظر بعين الرضا الى الزيارة، إذ تشتبه بتورط بيونغيانغ في غرق سفينة حربية كورية جنوبية في البحر الاصفر الشهر الماضي، ما أدى الى مقتل 46 بحاراً. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مسؤول كوري جنوبي قوله ان المحققين عثروا على آثار بارود وقطعاً معدنية في السفينة المنكوبة، تتطابق مع طوربيدو، قد يكون ألماني الصنع استخدمته كوريا الشمالية لتجنيب تورط نفسها. وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك عن اعتقاده بأن دور الصين سيأتي، عندما يتوصل المحققون إلى نتيجة نهائية متوقعة في وقت لاحق من الشهر الجاري. ونُقل عن لي قوله لمسؤولين في الحزب الحاكم: «ستتفهم الحكومة الصينية وتؤدي دوراً». في الوقت ذاته، شككت طوكيو في إحراز تقدم في المحادثات السداسية. وقال وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا: «أعتقد أن المحادثات لا يمكن أن تتقدم، ما لم تتضح قضية السفينة الكورية الجنوبية». وأضاف: «أعتقد أن نتيجة (التحقيق) ستظهر قريباً، واعتماداً على النتيجة أعتقد أنه لن يرد ذكر حتى للمفاوضات السداسية».