فيما بدأ العد التنازلي للمونديال الأفريقي المقبل، بدا واضحاً أن المنتخب الجزائري الذي استحق التأهل لهذا الحدث العالمي عن جدارة، يجد نفسه في مواجهة مشكلتي الإصابات والبطالة بعد «أزمة» نقص الفاعلية التي ظلت متلازمة لخطه الأمامي. وجاء تأهل الجزائر للمونديال بعد 24 سنة من الغياب، رائعاً ومستحقاً بعد مشوار ناجح ميزه الفوز في جميع مبارياته بقواعده وواحدة في الخارج أمام زامبيا، فضلاً عن الفوز على المرشح الأول في المجموعة المنتخب المصري في مناسبتين أبرزهما المباراة الفاصلة في أم درمان في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي كانت أحد أسباب اختيار الجزائر أفضل منتخب أفريقي لعام 2009 في استفتاء الاتحاد الأفريقي للكرة. وهي المرة الثالثة التي يبلغ فيها «محاربو الصحراء» المونديال بعد عامي 82 في إسبانيا و1986 في المكسيك، لكنها المرة الأولى التي سيلعبون فيها المونديال بكتيبة 99 في المئة منها لاعبون ولدوا وتكونوا في مراكز تكوين فرنسية، على عكس المناسبتين الأوليين، إذ لعب «الخضر» بلاعبين من «صناعة محلية» ! بيد أن فرحة التأهل التي طبعت ملايين الجزائريين داخلياً وخارجياً، يُخشى أن تتحول إلى «كابوس» خشية الظهور بمظهر لا يشرف بسبب توالي الإصابات لركائز وأعمدة المنتخب شفي بعضهم ولا يزال البعض الآخر في حال الانتظار بعد العلاج في مركز «اسبيتار» في العاصمة القطرية الدوحة على نفقة اتحاد الكرة الجزائرى. الأمر تعلق تحديداً بمراد مغني، لاعب خط وسط لاتسيو الإيطالى، ونذير بلحاج، لاعب بورتسموث الإنجليزى، ومجيد بوقرة، لاعب غلاسكو رانجرز الأسكتلندي، وعامر بوعزة، مهاجم بلاكبول الإنجليزى. وبعد رحلة علاج من الإصابة التي تعرض لها في ركبته، ودامت نحو شهرين، عاد المدافع مجيد بوقرة لصفوف ناديه، منتصف نيسان(أبريل) الماضي، شأنه في ذلك شأن قائد المنتخب يزيد منصوري الذي عاد في الأسبوع ذاته إلى التدريب مع ناديه لوريان الفرنسي بعد إصابة خفيفة في الركبة أبعدته عن الملاعب لنحو أسبوع. وعاد مدحي لحسن إلى تدريبات ناديه راسينج سانتاندير الإسباني بعد غياب قصير بسبب آلام شعر بها في العضلة الضامة، ولكنه غاب أسبوعاً آخر مع ناديه. أما نذير بلحاج الأكثر بروزاً وطلباً من الأندية الأوروبية الكبيرة، فقد عاد إلى مركز «اسبيتار» في الدوحة بعد ما غادره قبل نحو عشرة أيام، إذ عاودت آلام العضلة الضامة مهاجمته، وهي الإصابة نفسها التي يعانيها عامر بوعزة، مهاجم بلاكبول الإنجليزي الذي انضم هو الآخر، إلى المركز العلاجي نفسه في نيسان (أبريل) الماضي. في المقابل، لا يزال مراد مغني يعاني آثار إصابة في ركبتيه، ما قد يحرمه من المشاركة في منافسات كأس العالم، إذ تحوم الشكوك حول تعافيه من الإصابة في الوقت المناسب للحاق بالبطولة. من جانبه، يوجد كريم زياني، القلب النابض للمنتخب، خارج المنافسة منذ كانون الثاني (يناير) الماضي تاريخ مشاركته مع المنتخب في أمم أفريقيا، ما يطرح علامات استفهام في حال أقر المدرب سعدان إشراكه، بل وحتى اختياره ضمن القائمة 23 في وقت كان سعدان نفسه يصر على اعتماد مقاييس «المشاركة والجهوزية التامة» لاختيار القائمة النهائية. وعلى عكس زياني، فقد استعاد حسن يبدة كامل إمكاناته ولعب بانتظام مع فريقه بورتسموث، شأنه في ذلك شأن كريم متمور مع مانشغلادباغ الألماني. لكن هذا الأمر على رغم ما يثيره من قلق في الأوساط الكروية، إلا أن سعدان يظهر عكس ما يخفي ويؤكد «واثق بعناصري التي ينبغي ألا تكتفي بتأهلها إلى المونديال، بل عليها الذهاب بعيداً والعمل للمستقبل». وأوضح سعدان أن «التأهل للمونديال شيء رائع للجزائر لكن لا يجب الاكتفاء بذلك بل ينبغي الذهاب بعيداً وعلينا العمل للمستقبل لأن الكرة الجزائرية لا تزال في أزمة». وأقر سعدان بوجود «نقائص واضحة في مراكز معينة كظهيري الدفاع ووسط الميدان، إذ يتعين علينا العثور على مدافع ومهاجم». ورفض سعدان المقارنة بين المنتخب الحالي ومنتخبي 82 و1986 مؤكداً أن «جميع لاعبي المنتخب الجزائري في 1982 كانوا ينشطون في الدوري المحلي ذي المستوى العالي ما كان يسهل من تنظيم معسكرات ومباريات ودية». وتابع: «وفي 1986 حدثت مشكلات على مستوى اتحاد الكرة بين فترة نهاية التأهل والمونديال، الشيء الذي زعزع استقرار المجموعة». معلومات: تأسيس اتحاد اللعبة: 1962. لقب المنتخب: محاربو الصحراء، الخضر، الأفناك. كابتن المنتخب: يزيد منصوري. اللاعب الأكثر تمثيلاً للمنتخب: يزيد منصوري (65 مباراة) حالياً ومحمد الدين مفتاح (سابقاً ب107 مباريات). الهداف التاريخي للمنتخب: عبدالحفيظ تاسفاوت ب35 هدفاً. أول مباراة في كأس العالم: أمام ألمانيا (2-1) في مونديال 1982. أكبر حالة فوز في كأس العالم: أمام الشيلي (3-2) في مونديال 1982. أكبر حالة خسارة في كأس العالم: أمام إسبانيا (0-3) في مونديال 1986. مجموعة الجزائر: إنكلترا - سولوفينيا - أميركا