خطت الجزائر أولى الخطوات في طريق بعث أول بطولة احترافية اعتباراً من شهر ايلول (سبتمبر) 2010 بعد اجتماع الاتحاد الجزائري لكرة القدم برؤساء أندية القسمين الأول والثاني الخميس الماضي على أن يتحدد النظام الجديد للمسابقة تبعاً لعدد النوادي التي ستتشكل في مؤسسات ذات طابع تجاري. وأفيد أن رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة طالب النوادي المعنية بإنشاء مؤسساتها التجارية، سواء كمؤسسات ذات أسهم أو مؤسسات ذات مسؤولية محدودة، قبل تاريخ 30 حزيران (يونيو) المقبل، حتى يمكن لها أن تصبح نوادي محترفة، وذلك تحت طائلة إقصاء كل ناد بهيكلته الحالية لا يلتزم بهذا الموعد، مهدداً بتنظيم بطولة احترافية ولو بستة أندية على حد ما نقل عنه. وواجه روراوة في الاجتماع معضلة كبيرة ووجع رأس جديد تمثل في غياب رؤساء أندية توصف بالكبيرة على غرار رئيس نادي وفاق سطيف عبدالحكيم سرار ورئيس نادي اتحاد الجزائرسعيد عليق وعبدالكريم مدوار، رئيس جمعية الشلف ورئيس شباب بلوزداد محفوظ قرباج ورئيس اتحاد البليدة محمد زعيم ورئيس اتحاد الحراش محمد العايب احتجاجاً على «تهميشهم وعدم استشارتهم في موضوع يعنيهم هم قبل غيرهم»، فضلاً عن أن «الدعوات الموجهة إليهم وقعها الأمين العام للرابطة الوطنية للكرة بدلاً من رئيس اتحاد الكرة ما اعتبروه اهانة كبرى لهم. وشكلت هذه المقاطعة ضربة موجعة لروراوة لبعث مشروع يقول عنه إنه «يأتي وفق توجيهات الرئيس بوتفليقة»، لكنه لم يخف خيبة أمله من هذا «التمرد». وقال روراوة لرؤساء الأندية: «لقد جمعتكم هنا لتحسيسكم بأهمية الفرصة الاستثنائية الذي تمنحنا إياها الدولة لإرساء قواعد الاحتراف في ميدان كرة القدم»، مشدداً على «ضرورة اغتنام هذه الفرصة السانحة من أجل ضمان إعادة تأسيس كرة القدم الوطنية». ولتجسيد المشروع، الذي يشكل، من جانب آخر، طلباً من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وضع اتحاد الكرة «خريطة طريق» تستفيد بموجبها الأندية من تسهيلات على مستوى مراكز السجل التجاري للاستفادة من صفة المؤسسة التجارية فضلاً عن تدابير أخرى. وتتيح هذه التدابير للنوادي المحترفة طلب قروض من وزارة الشباب والرياضة بمبلغ تقدّر قيمته ب100 مليون دينار (نحو مليون يورو) بفوائد رمزية، مع استفادتها من مهلة عشر سنوات لبداية تسديد تلك القروض، إضافة إلى استفادة النوادي ذاتها من قطع أرضية لإنجاز مراكز للتدريب مع مساهمة الدولة في كلفة إنجازها ب80 في المئة. كما أقر المشروع تدابير أخرى بمصلحة هذه الأندية بينها تخصيص مساهمات مالية من طرف الدولة تتعلق بتكاليف النقل داخل الوطن وخارجه للمشاركة في مختلف المنافسات العربية والافريقية، حيث تستفيد النوادي المحترفة من حافلات إضافة إلى تكفل السلطات العمومية ب50 في المئة من تكاليف النقل الجوي. كما ستعوض الدولة 50 في المئة من التكاليف التي تقع على عاتق النوادي المحترفة خلال مشاركاتها في سائر المنافسات الدولية، وسيتم أيضاً وضع مدربين أكفاء للفئات الشابة تحت تصرف الأندية المحترفة، على أن تتكفل السلطات العمومية بتسديد رواتبهم، مثلما سيتم التكفل بمصاريف النقل والإيواء للفئات الشابة خلال مشاركاتها في المنافسات الوطنية. وأفاد بيان لاتحاد الكرة بأن البطولة الاحترافية الجديدة ستتولى هيئة موقتة لتسييرها تكون بمثابة الرابطة الاحترافية لكرة القدم، على أن تحظى الأخيرة بالاستقلالية. وسيعلن عن ميلاد هذه الهيئة خلال جمعية عامة استثنائية لاتحاد الكرة.