أقر مسؤول إسرائيلي كبير أمس بفشل الجهود الإسرائيلية لثني حكومة البرازيل عن رفضها قبول الرئيس السابق لمجلس المستوطنات في الضفة الغربية داني ديان سفيراً لإسرائيل، بسبب مواقفه السياسية المؤيدة للاستيطان وحقيقة كونه مستوطناً في أرض محتلة. وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية تساحي هنغبي لأعضاء اللجنة أمس أنه «لا ينبغي أن نوهم أنفسنا بأن البرازيل ستتراجع عن رفضها تعيين ديان»، مضيفاً أنه يجدر إنهاء القضية بسرعة وتعيين سفير جديد في البرازيل وايجاد منصب ديبلوماسي بديل لديان. وتابع: «لا يجب أن يدفع ديان ثمناً شخصياً باهظاً، وعليه ينبغي ايجاد حل سريع وعدم انتظار رد الحكومة البرازيلية على اعتراضنا على رفضها تعيينه». وأردف أن الرسالة التي يجب تبليغها للبرازيل هي أن «من يرفض ديان سفيراً لديه سيراه سفيراً في عاصمة أخرى لا تقل أهمية». ولم يعجب كلام هنغبي بعض النواب، وقالت النائب عنات باركو (ليكود) أن معنى أقوال هنغبي أن دولاً أخرى ستملي على إسرائيل من يكون سفيرها لديها. وقال ممثل وزارة الخارجية في الاجتماع أن البرازيل لم تبلغ إسرائيل رسمياً قبولها أو رفضها ديان، وأن إسرائيل ما زالت تنتظر موقف البرازيل منذ خمسة أشهر، مشيراً إلى أن اتفاقية جنيف تمنح الحكومات سنة كاملة للتفكير في قبول سفير أو رفضه. وأوضح رئيس قسم أميركا اللاتينية في الوزارة أن إسرائيل أجرت اتصالات مع كبار المسؤولين في البرازيل في محاولة لحملهم على إقرار التعيين، وأن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو التقى لهذا الغرض رئيس الكونغرس البرازيلي، فيما تحادث وزير الدفاع موشيه يعالون هاتفياً مع نظيره البرازيلي، وكان الرد البرازيلي دائماً بوجوب الانتظار. وكان ديان حذّر الحكومة من «عواقب» المرور مر الكرام على الرفض البرازيلي لتعيينه لأنه مستوطن، مضيفاً أن الأمر قد يشكل سابقة خطيرة لأنه يعني منع مئات آلاف (المستوطنين) الإسرائيليين من إشغال مناصب ديبلوماسية. وأقرت أوساط في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن رفض البرازيل تعيين ديان يعود ل «حملة ناجحة» قادها السفير الفلسطيني في البرازيل ابراهيم الزبن الذي نجح في اتصالاته الديبلوماسية مع كبار موظفي الخارجية البرازيلية بالضغط على صناع القرار لرفض التعيين. كما أشارت إلى حقيقة أن رئيسة البرازيل «معروفة بمواقفها المؤيدة بحرارة للفلسطينيين»، مستذكرةً أن البرازيل كانت من أوائل الدول التي اعترفت بفلسطين دولة.