شدد ممثلو الدول الأعضاء في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب على أهمية تنسيق وتكامل الجهود بين الدول العربية لمجابهة وباء أنفلونزا الخنازير A/H1N1، ووضع الإمكانات المتاحة لدى كل منها تحت تصرف بقية الدول الأعضاء عند الحاجة إليها. وقرروا تشكيل لجنة من الخبراء لمراجعة الخطة السعودية الاستشارية المقترحة، وجميع الخطط المطروحة من الدول العربية، للاستفادة من الخبرات المختلفة لصياغة خطة موحدة، وتوحيد النماذج، لدقة الإحصاءات وتوزيعها على جميع الدول العربية. وأكدوا ضرورة تبادل المعلومات والخبرات بصورة مستمرة بين وزارات الصحة في الدول العربية وتعيين ضابط اتصال لكل دولة، لتكوين حلقات اتصال مباشر تعزز التواصل في ما بينها ومع المنظمات الصحية الدولية ذات العلاقة. ودعت الدول المجتمعة وهي السعودية والأردن ومصر وسورية والجزائر والبحرين وقطر والإمارات، إدارات التوعية الصحية بوزارات الصحة العربية إلى التنسيق مع وسائل الإعلام العامة والخاصة لإقامة برامج وندوات توعية للتعريف بالمرض ونشر الوعي الصحي بمدى خطورته وكيفية انتقاله والاحتياطات التي يجب أن تتخذ للحد من انتشاره. وطالب الاجتماع بالاستمرار في تفعيل تبادل المعلومات والاستشارات والتنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية المختصة مثل منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأميركية CDC. وقرر الاحتفاظ بمخزون استراتيجي مناسب من العقاقير المضادة للفيروس بكل دولة وتشجيع الدول العربية على التصنيع المحلي لتلك العقاقير مع ضمان الالتزام بالمعايير العالمية وأساليب الجودة والكفاءة الحيوية، والتنسيق بين الدول العربية للاستفادة من المختبرات المرجعية في ما بينها. ونوه إلى أهمية حث المسافرين على التعاون مع وزارات الصحة بخصوص التدابير والاجراءات الصحية في المطارات من خلال التنسيق مع مؤسسات الطيران المدني، والجهات المعنية، بالإعلان للمسافرين داخل الطائرات بهذا الخصوص، وتوخي الحذر عند السفر من مواطني الدول العربية الى الدول الموبوءة بالمرض، أسوة بما تم في الاتحاد الأوروبي، وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب بدعوة اللجنة العربية الصحية للطوارئ للانعقاد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عند الحاجة إليها. وطلب المجتمعون من رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب عرض نتائج وتوصيات الاجتماع الطارئ للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب على الاجتماعات الدولية والندوات التي تعقد في هذا الشأن، وكلفوه ورئيس الدورة بتوجيه خطاب إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يتضمن طلباً بإعادة النظر في تصنيف خطر ومراحل الجائحة وصياغة اقتراح للفصل بين التصنيف الجغرافي وشدة المرض تفادياً لوضع أعباء إضافية على الدول النامية. وأكدوا أهمية التحرك العربي المشترك عالي المستوى للطلب من منظمة الصحة العالمية في آلية اتخاذ القرار وعدم الانفراد به مع ضرورة استشارة الأقاليم الجغرافية أولاً قبل الانتقال من مستوى للتأهب إلى مستوى آخر، مشددين على أهمية السعي لزيادة الطاقة الانتاجية للدول العربية من أمصال ولقاحات فيروس الأنفلونزا، مع تقديم موقف مشترك للدول العربية الى منظمة الصحة العالمية يفيد بعدم إضفاء المنظمة وضع احتكاري لشركات دولية معينة. وأكدوا درس إمكان إنشاء مرصد عربي لمراقبة وترصد الأمراض الجديدة والمتجددة العابرة للحدود وتلك الناشئة عن الكوارث الطبيعية.