دعا الخبير الدولي المستقل المعني بأوضاع حقوق الإنسان في السودان أريستيد نوسين، إلى وقف فوري للمعارك في جبل مرة بإقليم دارفور، محذراً من الأوضاع الإنسانية المترتبة على تشريد عشرات آلاف المدنيين بسبب تجدّد العنف، بينما أقرّ الرئيس السوداني عمر البشير بأن الحرب التي تشهدها مناطق عدة في بلاده، تعدّ من أكبر المشكلات التي تواجه حكومته. واعتبر نوسين أن تصاعد أعمال العنف في المنطقة يشكّل شواغل إنسانية جديدة، محذراً من أن القتال أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من ديارهم في منطقة جبل مرة، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى جانب وقوع انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان، بما في ذلك وقوع ضحايا مدنيين وتدمير الممتلكات. وأشار إلى أنه يتوجّب على حكومة السودان تسهيل الوصول الحر والكامل للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد»، ووكالات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، إلى جميع المناطق المتضرّرة من النزاع بلا عوائق. من جهة أخرى، قال البشير إن طاولة الحوار الوطني المستمرة في الخرطوم منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على «أعتاب النهايات». وأعاب البشير لدى مخاطبته قيادات قوى سياسية في مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض المتاخمة لجنوب السودان، على القوى المعارضة استمرار مطالبتها بوفاق وطني وإقرار دستور دائم. ورأى أن الحرب هي من أكبر المشكلات التي تواجه البلاد، موضحاً أنها عطلت مسيرة التنمية. واعتبر أن «الحوار المنعقد حالياً في الخرطوم بمشاركة أحزاب وحركات مسلّحة وشخصيات قومية، قادر على تجاوز الخلافات العالقة منذ أكثر من 60 سنة». على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية السودانية عدم تلقّيها ما يفيد بوقف الرحلات الجوية بين ليبيا والسودان. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق، إن الخرطوم لم تتبلغ رسمياً بعد من الحكومة الشرعية في ليبيا ما يفيد بحظر الطيران بين البلدين مع نهاية شباط (فبراير) الجاري، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين عادية. وكانت السلطات الليبية المعترف بها دولياً ومقرّها طبرق، أعلنت وقف الرحلات الجوية من السودان وإليه، لدواعٍ أمنية اعتباراً من 28 الجاري.