سيول، بكين – رويترز، أ ف ب - وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل تحت ستار من السرية الى العاصمة الصينية بكين أمس، تمهيداً لعقد اجتماعات على مستوى عالٍ يرجح أن تركز على تعزيز اقتصاد كوريا الشمالية، مع محاولة بكين حض بيونغيانغ على استئناف المحادثات السداسية الخاصة بتفكيك أسلحتها النووية والتي انسحبت منها العام الماضي. ويلتقي كيم الرئيس الصيني هو جينتاو اليوم. وشهدت الزيارة الأخيرة التي نفذها كيم للصين في 2006 وعوداً بتعاون الجارين اقتصادياً وتعهداً من الزعيم الكوري الشمالي بالسعي الى تحقيق تقدم تجاه نزع السلاح النووي. ولم تظهر علامات في شأن حصول تقدم في الأمرين. وفيما لم تؤكد بكين أو بيونغيانغ زيارة كيم الذي لم يشاهد أيضاً في العاصمة الصينية، وصل القطار المدرع الذي يسافر فيه كيم عادة الى بكين ودخل ركب سيارات قصر ضيافة دايوتاي الرسمي غرب المدينة. كما اصطف جنود على جانبي شارع تشانغان افينو ووضعت حراسة مشددة في ميدان تيانانمين وسط بكين، مع الحرص على إبعاد المصورين الصحافيين، وذلك ربما قبل تنظيم حفل استقبال لكيم في قاعة الشعب الكبرى المجاورة للميدان. ويعتقد بأن كيم زار أمس ميناء تيانجين القريب من بكين قبل أن يتحرك قطاره الخاص وحاشيته وحراسه الى العاصمة الصينية، علماً أن قطاره توقف في مدينة داليان السياحية الاثنين الماضي. وكان زعماء الصين نصحوا كوريا الشمالية منذ سنوات بالاستفادة من إصلاحات السوق التي نفذوها، ويبدو أن زيارة كيم للمدينتين الساحلتين ترمي الى تعزيز هذه الرسالة. لكن الإصلاحات الاقتصادية يمكن أن تقوض ايديولوجية كيم «الجيش أولاً» التي تبرر المشاكل الموجودة في الداخل لبناء قوات مسلحة قوية تكفي لمنع أي غزو. ويسعى كيم الى زيادة الاستثمارات لا سيما من الصين، بعدما تلقى اقتصاد بلاده المنهار ضربات جديدة بتأثير العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة عليها بسبب إجرائها تجربة نووية العام الماضي، وتحرك فاشل في شأن العملة أثار اضطرابات مدنية نادرة، إضافة الى فقدان المساعدات من سول والتي شكلت نحو خمسة في المئة من إجمالي الناتج المحلي في الماضي. وتتزامن زيارة كيم للصين مع تجدد التوترات في شبه الجزيرة الكورية بعد مقتل 46 بحاراً كورياً جنوبياً في حادث غرق سفينة حربية في آذار (مارس) الماضي تعتقد سيول بأن الجيش الكوري الشمالي استهدفها بطوربيد في مياه متنازع عليها. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مسؤولين كبار في الحكومة قولهم إن «كوريا الشمالية نقلت 50 ألف فرد من قواتها الخاصة الى منطقة قريبة من الحدود مع كوريا الجنوبية». وزادت كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة عدد قواتها الخاصة إلى 180 ألف عنصر. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع في سيول إن هذه القوات مخصصة للتسلل إلى كوريا الجنوبية ومحاولة إحداث حالة فوضى في حال اندلاع حرب أخرى بين البلدين.