قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الخميس)، إنه سيطلب من الكونغرس معونات تزيد عن 450 مليون دولار لمساعدة كولومبيا في تنفيذ اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء أطول حرب في أميركا اللاتينية، والتي أدت إلى سقوط آلاف القتلى وتشريد الملايين. وقال أوباما بعد اجتماعه مع نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس إنه "بعد نصف قرن من الصراع الطاحن حان وقت السلام". وأضاف أوباما إن هذه المعونات ستساعد في قضايا مكافحة الإرهاب والمخدرات وبرامج التعليم، وإعادة التدريب للمساعدة في إعادة دمج أعضاء جماعة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية" (فارك) المتمردة في المجتمع. وقال إنه بالإضافة إلى ذلك ستتعهد الحكومة الأميركية بتقديم 33 مليون دولار لبرنامج عالمي لمساعدة كولومبيا في إزالة الألغام الأرضية. وأضاف أوباما في حفل استقبال في البيت الأبيض، أنه "مثلما كانت الولاياتالمتحدة شريكاً لكولومبيا وقت الحرب، أوضحت للرئيس سانتوس أننا سنكون شريككم في تحقيق السلام". وأدى القتال بين الحكومة الكولومبية و"فارك" إلى سقوط أكثر من 220 ألف قتيل وتشريد الملايين منذ اندلاعه في العام 1964. وأخفقت ثلاث محاولات سابقة للتوصل لاتفاق سلام، ولكن بعد محادثات استمرت أربع سنوات أصبحت الحكومة و"فارك" على وشك التوصل لاتفاق. وقال دوجلاس كاسيل من جامعة "نوتردام"، والذي كان مستشاراً لسانتوس خلال العام المنصرم إن "كل ذلك يتطلب موارد بشرية ومالية". وأضاف في مقابلة إن أي قفزة في المساعدات الأميركية "مهمة" للسلام، ولا سيما في ضوء تأثر موازنة كولومبيا نتيجة هبوط أسعار النفط. وقال أوباما إن برنامج المساعدات الجديد سيُطلق عليه إسم "سلام كولومبيا" وهو امتداد لبرنامج "خطة كولومبيا"، الذي قدم لكولومبيا مساعدات بلغت عشرة بلايين دولار فيما بين العامين 2000 و2015.