بعد مناشدة المعنفة المسنة «شرعاء» في بيشة ولاة الأمر وأصحاب القلوب الرحيمة لإنقاذها من ظلم وتعذيب زوجها الذي عرضته في ندائها عبر مقطع الفيديو المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وفرق بينها وبين أبنائها وبناتها وكان له صلة في قضية حرق ابنها وما طرحته من قضايا عنف أسري، وجه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد محافظ بيشة بتشكيل لجنة عمل لحل القضية جذرياً بما يضمن سلامة الأسرة. وبادرت محافظة بيشة بإنشاء فريق عمل ضم محافظ بيشة، ومدير الشؤون الصحية، ومدير الشؤون الاجتماعية، ومدير شرطة بيشة، ومدير الضمان الاجتماعي، ومديرة الجمعية الخيرية المشرفة على دار الإيواء لدرس الحالة وجمع كل المعلومات واتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لحل قضية «شرعاء». وجرى اتخاذ إجراءات، أولها لم شمل العائلة المكونة من الأم وبناتها والابن الذي يعاني من الإعاقة، وفصل وصرف جميع المستحقات والمساعدات التي تصرف للأب من الضمان الاجتماعي على جميع أفراد الأسرة، على أن يكون لكل فرد منهم بطاقة ومساعدة مستقلة بمن فيهم الابن المصاب بالإعاقة ومكافأته الخاصة. وتتضمن الإجراءات مخاطبة الجمعيات الخيرية بتقديم المساعدات والإعانات للأسرة بشكل عاجل، والعمل على مخاطبة أقرب مركز للتأهيل الشامل في منطقة عسير لاستقبال الابن المعوق في أقرب وقت؛ لحاجته الماسة إلى ذلك، ونقل المواطنة وبناتها إلى دار الإيواء في المحافظة، ونقل الابن مبدئياً إلى التأهيل الشامل وإبقاء الأسرة في دار الإيواء، حتى إيجاد مسكن يضمن لهم العيش المستقر. وأوضح محافظ بيشة محمد بن سبرة في تصريح صحافي، «عملنا على تشكيل لجنة للوقوف على حالة المعنفة في المستشفى ودرس حالتها بشكل فني بما يتوافق مع دراسات الشؤون الاجتماعية، وتم جمع كل الأوراق في ملف واحد للعمل على اتخاذ توصيات لازمة وسريعة لحل القضية منذ الوهلة الأولى». وأضاف: «تم نقل المعنفة شرعاء إلى دار الإيواء، ومخاطبة الأب، وجرى اتخاذ اللازم حياله، إضافة إلى ضمان سلامة العائلة من أي تفكك أسري، وسيقوم الفريق بالعمل على توفير كل المستلزمات لضمان استقرار العائلة، كي تتعدى مرحلة المعاناة النفسية التي أثرت في البنات والأطفال». وشدد على ضرورة تكاتف المجتمع لحل مثل هذه القضايا والعمل مع الشؤون الاجتماعية والجهات ذات العلاقة؛ لتخفيف مشكلات القضايا الاجتماعية؛ لضمان مجتمع آمن من قضايا العنف الأسري التي لا تجلب الخير للمجتمع».