قررت السلطات التونسية إنهاء العمل بحظر التجول الليلي الذي فُرض منذ أسبوعين في كامل البلاد على خلفية احتجاجات اجتماعية واسعة النطاق، فيما جدد الرئيس الباجي قائد السبسي تمسكه برئيس الوزراء الحبيب الصيد على رغم الانتقادات الموجهة له على خلفية احتجاجات العاطلين من العمل. وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، أنه «تبعاً لتحسن الأوضاع الأمنية تقرر بداية من اليوم الخميس 4 شباط (فبراير) 2016 رفع حظر التجول على كامل تراب الجمهورية». وكانت الداخلية التونسية أعلنت فرض حظر التجول الأسبوع الماضي لمواجهة عمليات نهب وسرقة في محافظات عدة، واتهمت السلطات «عناصر إجرامية ومنحرفين» باستغلال الاحتجاجات والتظاهرات المطلبية لممارسة العنف والتخريب. من جهته، اعتبر السبسي أن «الثورة التونسية قامت من أجل الحالة الاجتماعية في ظل البطالة والفقر والتهميش»، مضيفاً أن الحكومة لم تفعل شيئاً لمعالجة هذه المشاكل ولكنها تواجه الأمور اليومية مثل الإضرابات وزيادة الأجور. وجدد السبسي، في حوار تلفزيوني، تمسكه بالصيد على رأس الحكومة التونسية، نافياً أي نية لتغييره وتشكيل حكومة جديدة. وقال: «الحبيب الصيد ليس معنياً بأي تغيير». ووصف الرئيس التونسي أداء الحكومة الحالية بالجيد، مؤكداً أنها «ليست معصومة والرئيس أيضاً ليس معصوماً, كذلك الذين ينتقدوه ليسوا معصومين». وفي شأن تصريحاته التي اتهم فيها «اليسار المتطرف» بقيادة احتجاجات اجتماعية، أوضح السبسي أن كلامه «ليس كفراً»، مشيراً إلى أن الحديث عن الشأن الداخلي خارج البلاد بمثابة «توضيح صورة تونس للبلدان الأخرى بهدف جلب الاستثمار». وتطرّق السبسي إلى جولته الخليجية الأخيرة، قائلاً: «اتبعت السياسة ذاتها التي اتبعتها عندما كنت وزيراً للخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة التي تعتمد على استقلالية القرار السياسي في تونس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول». وأضاف الرئيس بأن «السياسة الخارجية لتونس اليوم تقوم على استعادة علاقاتها مع عدد من الدول العربية بعد أن كانت في وضع سيء ومتدهور خلال الفترة السابقة». وزار السبسي منذ توليه السلطة في مطلع عام 2015 كل من الجزائر ومصر والأردن والسعودية والبحرين والكويت ويتوقع أن يزور الإمارات وقطر.