أفادت صحيفة «ساوث شاينا مورننيغ بوست» الصينية أول من أمس (الثلثاء)، أن طوكيو تعتزم إنشاء جزيرة اصطناعية في بحر الصين الجنوبي المتجزء من المحيط الهادي، ما سيوسّع المنطقة الاقتصادية لليابان. أوضحت الصحيفة أن الجزيرة عبارة عن كتلة صغيرة من اليابسة تطفو على وجه البحر، وستسند على أعمدة خرسانية صلبة، بالإضافة الى أجزاء من الشعاب المرجانية. وأشارت إلى أن الصين تحاول لفت أنظار المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى المشكلات الدائرة مع اليابان حول المناطق المحيطة بجزيرة أوكينوتوريشيما، مؤكدة أن الجزيرة لا تساعد في تدعيم الاقتصاد أوالحياة البشرية. وقال استاذ العلاقات الدولية بجامعة «طوكيو»، ستيفن ناغي، إن «الصين ستبدي استجابة مثيرة للإهتمام في هذا الشأن، خصوصاً بعد نشاط اليابان الأخيرفي بحر الصين الجنوبي». وأثبتت اليابان، بإنشاء هذه المنطقة الاقتصادية، سيطرتها على المناطق المحيطة بالجزيرة، والاستفادة من جميع الموارد الموجودة تحت سطح البحر. وذكر بعض الخبراء، أن إصرار الصين على تقديم الدلائل والبراهين في شأن أحقيتها بالسيادة على المنطقة الجديدة، سيؤدي إلى إثارة المشكلات السياسية مع اليابان التي ستطالب بإعادة جزر «بارسيل» و«سبراتلي». وأكدت الصين سابقاً حقها السيادي في منطقة بحر الصين الجنوبي، إذ قامت ببناء بإنشاء جزر اصطناعية ومهابط للطائرات العسكرية. وكانت بكين قد أبدت امتعاضاً شديداً إزاء السياسة اليابانية في المنطقة المحيطة بجزيرة «أوكينوتوريشيما» في العام 2015، عندما رفعت حجم استثمارتها العلمية والعسكرية في بحر الصين الجنوبي، إلى حوالى 55 مليون دولار. وأقدمت اليابان على بناء رصيف بحري في المياه العميقة قبالة الجزيرة، الذي يسمح بدوره للسفن الكبيرة بالاصطفاف والرسو من دون الإضرار بالحياة البيئية، فيما وتخطط ايضاً لبناء منارة وبعض من المرافق الملاحية. وعززت طوكيو الهيكل الخرساني الذي تستند عليه الجزيرة، بزيادة طول العوارض الداعمة لتصل إلى إرتفاع 80 متراً بدلاً من 20. وتُعد جزيرة أوكينوتوريشيما وما حولها، أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لليابان في الجانب الاقتصادي، بسبب المواد الخام الموجودة في قاع البحر، والتي ستعزز قيمة الين أمام العملات المنافسة الأخرى. وتتميز المنطقة المحيطة بالجزيرة بوجود كميات كبيرة من «هيدرات الميثان»، إضافة إلى غاز «الميثان» أحد أهم المصادر البديلة للطاقة مستقبلاً، وستساهم إمدادات الطاقة الموجودة في محيط جزيرة أوكينوتوريشيما، في توسيع نطاق الصناعة في اليابان، وتقلل من اعتمادها على منتجات الصين. يذكر أن اليابان أعلنت الأحد الماضي مضاعفتها عدد طائراتها المطاردة من طراز «أف-15» المتمركزة في أرخبيل أوكيناوا قرب جزر سنكاكو المتنازع عليها مع بكين غرب بحر الصين. وباتت القوات اليابانية مجهزة ب 40 من هذه الطائرات في قاعدة «ناها». وتتنازع اليابانوالصين بانتظام في شأن جزر سنكاكو غير المأهولة الخاضعة إدارياً إلى اليابان، لكن الصين تطالب بها تحت اسم «داويو».