بعد نحو عقد، آن للمعلمة الهام سعيد السمر (35 سنة)، ان تستريح من «عناء الغربة» والتنقل من مدرسة إلى أخرى، ومنطقة إلى أخرى، على خريطة المملكة، فلقد انتهت أمس رحلتها مع التنقل، ومع التعليم، ولكن مع الحياة أيضاً، إذ فارقتها في حادثة مرورية مؤلمة، تعرضت لها وزميلتاها عبير عيسى المكحل (33 سنة)، وخضراء إبراهيم السادة (38 سنة)، في الصباح الباكر من يوم أمس، على طريق الدمام - الرياض السريع) على بعد 40 كيلومتراً شمال مدينة بقيق، فيما كن متوجهات إلى مدرستهن في هجرة عين دار القديمة. ووقعت الحادثة بين سيارة «فان شفرليت» وشاحنة، تقل الأولى المعلمات الثلاث وسائقهن النيبالي (في العقد الرابع)، فيما كانوا قادمين من القطيف، في طريقهم إلى مقر عمل المعلمات، إذ كن يقطعن أكثر من 260 كيلومتراً يومياً، من القطيف إلى الهجرة، ذهاباً وإياباً. وعلمت «الحياة»، أن إحدى المعلمات من مدينة القطيف، وأخرى من صفوى، والثالثة من سيهات. ووقعت الحادثة عند اصطدام سيارة المعلمات في خلفية الشاحنة، ما أدى إلى وفاة المعلمة السمر، بعد سقطوها من المركبة أثناء الحادثة، وإصابة زميلتيها، واحتجازهما بين ركام الحديد، إذ أصيبت إحداهما بكسر في الفك السفلي، وجروح ورضوض، والأخرى بكسر في الساق، ونزيف وجروح متفرقة ورضوض. كما أصيب سائق المركبة بإصابات بسيطة، تراوحت بين جروح ورضوض، واحتجز داخل السيارة. وباشرت فرقة من وحدة الفردانية، التابعة لإدارة الدفاع المدني في محافظة بقيق، موضع الحادثة. وتم إنقاذ المحتجزتين والسائق. كما هرعت فرق من مرور محافظة بقيق، بقيادة مديرها المقدم راشد الهاجري، ونائبه الرائد خالد الرشيدي، إضافة إلى فرق من الهلال الأحمر وأمن الطرق، التي تولت تنظيم حركة المرور. وتم نقل المصابين والجثة إلى مستشفى بقيق العام. وأوضح مدير المستشفى مبارك الحارثي، ان «قسم الطوارئ استقبل في الصباح الباكر، المعلمتين المصابتين والسائق، وجثة المعلمة، بعد تعرضهم إلى حادثة مرورية. وقام الطاقم الطبي والتمريضي بإجراء الإسعافات الأولية للمعلمتين وسائقهما، إذ تعرضت إحدهما إلى كسر في الفك السفلي للفم، وجروح ورضوض، والأخرى أصيبت بكسر في الساق وجرح عميق، ما أدى إلى حدوث نزيف. وأجريت لهما الإسعافات الأولية. وتم نقلهما لاحقاً إلى المجمع الطبي في الدمام. فيما عولج السائق المصاب بإصابات بسيطة، وخرج من المستشفى. وتم التحفظ على الجثة في ثلاجة الموتى، حتى إنهاء الإجراءات اللازمة».