ذكرت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية أخيراً أن السياحة في مصر انخفضت بنسبة 41 في المئة العام الماضي مقارنة ب 2014، وهو أدنى مقارنة بالذروة في العام 2005 على الأقل، عازية الأمر إلى حادث سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء والتي أحدثت ضرراً أكبر من الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد منذ ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. وأظهرت الوكالة أنه حوالى مليون سائح فقط زاروا مصر خلال تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) الماضيين، علماً أن السياحة لم تكن ضعيفة حتى في الشهرين ذاتهما من العام 2013 عندما كانت المواجهات دائرة بين قوات الأمن وأنصار الإسلاميين بشكل شبه يومي. ووصفت عضو مجلس إدارة «الاتحاد المصري للغرف السياحية» أماني الترجمان الأمر ب«الانهيار» وليس فقط التراجع، موضحة أن «رد الفعل على حادث الطائرة مبالغ فيه ما أدى إلى خراب في القطاع الاقتصادي وبطء في نموه أخيراً»، مؤكدة أن «السياح الذين زاروا القاهرة والأقصر وأسوان، بعد عام 2011، توقفوا عن الزيارة بدعوى عدم الأمان، فى الوقت الذى كانت فيه السياحة الشاطئية جيدة، لكن الان أصبحت شرم الشيخ مدينة أشباح من دون سياح». وكان عدد من الدول بينها روسيا وبريطانيا أوقفت رحلاتها الجوية إلى مصر بعد ساعات من الحادث، للاشتباه فى أن الطائرة قد أُسقطت بتفجير من قبل تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، ما سبب في إرباك في حرقة المطارات قاد إلى خسائر كبيرة في القطاع السياحي الذي بلغت عائداته 7.3 بليون دولار أميركي خلال السنة المالية المنتهية في ال30 من حزيران (يونيو) الماضي، أي حوالى 12 في المئة من عائدات البلاد الكلية من السلع، مقارنة مع مستوى قياسى بلغ 12.5 بليون دولار فى 2010. وتسبب نقص العملة الأجنبية فى انكماش التجارة غير النفطية مدة 9 أشهر العام الماضى، ما أثار جدلا واسعاً حول ما إذا كان يجب على السلطات خفض قيمة العملة وبالتالى تفادي مخاطر التضخم. أوضح نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية أحمد حمدي أن سبب تراجع القطاع هو فرض قيود على السفر أكثر منها على الأسواق، مضيفاً: «نحاول البحث عن أسواق جديدة في بلغاريا والتشيخ وبولندا وأميركا اللاتينية والهند والصين، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إحياء السياحة العربية والسفر الداخلي». وكشف التقرير أن عدد السياح الذين دخلوا مصر في العام 2010 بلغ حوالى 2.6 مليون سائح، ليتراجع قليلاً في العام 2011 ليبلغ حوالى 1.8 مليون، ليرتفع في العام 2012 إلى مليوني سائح، وانخفض عدد السياح في العام 2013 إلى 1.4 مليون، ليعود إلى الارتفاع في العام الذي يليه ليصل إلى 1.7 مليون. ووصل عدد السياح في العام الماضي إلى أقل من مليون. وكان وزير السياحة المصري الدكتور هشام زعزوع قدّر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي حجم خسائر قطاع السياحة في شرم الشيخ ب 2.2 بليون جنيه مصري شهرياً، خصوصاً أن السياح من روسيا وبريطانيا يمثلون 70 في المئة من إجمالي السياح في المدينة. وأعلنت الحكومة المصرية في الشهر نفسه التعاقد مع شركة «كونترول ريسكس» لاستشارات الأمن والسلامة العالمية لضبط الأوضاع الأمنية في المطارات المصرية بهدف إنعاش الوضع السياحي من جديد.