اعتقلت قوات الأمن العراقية في الموصل قيادياً في تنظيم «القاعدة»، سعودي الجنسية، متنكراً بزي امرأة بعد ساعات من توقيف قوات مشتركة زعيم جماعة «أنصار الإسلام» في بغداد. وعرضت قيادة عمليات بغداد اعترافات مسلحين من «القاعدة» مسؤولين عن التفجيرات التي استهدفت السفارات في بغداد الشهر الماضي. وجاءت هذه التطورات الأمنية في ظل مراوحة الأزمة السياسية مكانها، الأمر الذي دفع مجلس الرئاسة الى الدعوة للمصادقة على نتائج الانتخابات في كل المحافظات ما عدا بغداد، مطالباً بالإسراع في إنهاء «فترة الفراغ الدستوري». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري «ان قوة امنية خاصة في الموصل تمكنت من اعتقال الارهابي محمود محمد سلامة الشريفي، القيادي في «القاعدة» السعودي الجنسية». وقال ان «القوة داهمت منزلا في العامل وسط الموصل وعثرت على الشريفي داخل خزانة الملابس مرتدياً ملابس نسائية». وذكر ان «العملية جرت من دون مقاومة». وكان الشريفي (26 عاماً) المولود في منطقة تبوك، دخل الى العراق العام 2004 عن طريق منطقة البو كمال الواقعة على الحدود العراقية - السورية. وتحدث العسكري امس عن اعتقال 4 قياديين ينتمون الى «كتائب ثورة العشرين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في مخبأين تحت الارض في الحويجة (محافظة كركوك). وأوضح ان «قوة تابعة للفرقة 12 ضبطت مخبأين تحت الارض في قرية الهياذعية واعتقلت اربعة ارهابيين قياديين». واكد ضبط «160 جهازاً لتوقيت العبوات و35 كيلوغراماً من المتفجرات ومئة سلك تفخيخ و200 جهاز اتصال». وقال ان «هذه الكتائب تعد احد اجنحة القاعدة، وان هذه المرة الاولى التي يتم العثور على اشخاص مطلوبين مختبئين تحت الارض». وكان الجيش الأميركي أعلن مساء الاثنين ان «قوات الأمن العراقية وأجهزة مكافحة الإرهاب الكردية، بدعم من مستشارين أميركيين، اعتقلت مساء أول من أمس زعيم «أنصار الإسلام» أبو عبدالله الشافعي وسبعة مجرمين آخرين في سلسلة عمليات نفذت في المنصور (غرب بغداد) والاعظمية (شمال)». وعرض الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اعترافات مسلحين اثنين قال انهما مسؤولان عن التفجيرات التي حدثت في بغداد واستهدفت السفارات الشهر الماضي. وفي الرياض، قالت والدة الشريفي في اتصال مع «الحياة» أنها تلقت اتصالات من ثلاثة عراقيين على فترات مختلفة خلال الأيام الماضية، يطلبون فدية تبلغ مليون ريال في مقابل تسليم ابنها في المكان الذي تحدده أسرته، لكن الأسرة لم تلتفت لهذه الاتصالات، معتبرة ان الجهات المختصة قادرة على إعادة ابنها عبر القنوات الرسمية. وأضافت: «كان محمود طالباً في المرحلة الثانوية، واختلط مع جماعات ساعدته في الخروج إلى مناطق الفتن والصراعات، وكان على تواصل معنا، وأخبرنا بأنه تزوّج عراقية ولديهما طفلة». وأكدت والدة الشريف أن أسرته أبلغت الجهات الأمنية في السعودية، عندما غادر إلى العراق بطريقة غير مشروعة بقصد الجهاد بحسب ما تعلمه من أشخاص غرروا به، وكانت تتلقى منه اتصالات بين الحين والآخر. ومع الخلاف على نتائج الانتخابات واسم رئيس الوزراء الجديد، بعد رفض قائمة «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي الآلية التي تتبعها مفوضية الانتخابات في إعادة العد والفرز اليدوي للأصوات في بغداد، دعا مجلس الرئاسة، في أول اجتماع له منذ الانتخابات التشريعية في 7 آذار (مارس) الماضي، الى المصادقة على نتائج الانتخابات في جميع المحافظات ما عدا العاصمة، مطالباً بالإسراع في إنهاء «فترة الفراغ الدستوري». وانتقد المجلس في بيان قرارات «هيئة المساءلة والعدالة»، من دون تسميتهاً، معرباً عن «قلقه الشديد من أن تؤدي تداعيات مثل هذه القرارات الى تفكيك العملية الانتخابية والسياسية برمتها». وطالب «ائتلاف دولة القانون» بالتنازل عن طلبه في إعادة العد والفرز اليدوي في بغداد. في غضون ذلك، علمت «الحياة» ان الائتلافين الشيعيين «دولة القانون» و»الوطني العراقي» اتفقا على ان يكون رئيس الحكومة المقبل من الائتلافين حصراً على رغم عدم الاتفاق حتى الآن على شخصية محددة، لقطع الطريق امام ائتلاف «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، فيما دعت قوى سياسية الى الاتفاق على مرشح تسوية لمنصب رئيس الوزراء لإنهاء ازمة تشكيل الحكومة.