كتبت الأسبوع الماضي عن المصالحة العربية التي كنت أتمنى أن تحدث، واليوم أتحدث عن تصريحات المقاطعة التي أرى أنه لم يعد مقبولاً أن ندخل في معركة جديدة، بسبب الخلاف والصراع الدائر والمستمر بين سمير زاهر ومحمد روراوة، وهذه المرة يحاولون أن يتطور الصراع ليصبح دولياً، فبعد أن دخلت الأزمة مع الجزائر طريقاً مسدوداً لا يعرف إلا الله إلى أين سيصل، ها نحن نقرأ عن مؤامرة جديدة أطرافها السودان والجزائر وقطر، ثم بعد ساعات أخرجوا قطر من نظرية المؤامرة، والسبب طبعاً هو غضب هاني أبو ريدة بسبب صديقه محمد بن همام، الذي يقول الكثيرون إنه لعب دوراً مهماً في فوز سمير زاهر بمقعد في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي، ومع ذلك تعرض في البداية لبعض الهجوم، إلى أن عاد البعض سريعاً للدفاع عن أبو ريدة أولاً وابن همام ثانياً. والآن تركز الهجوم على الوفد السوداني ومعه بالطبع الجزائري، مع التلويح بالتهديد كالعادة لبعض الاتحادات العربية، التي تأكد زاهر ورفاقه أنهم لم يصوّتوا لمصلحته في انتخابات الاتحاد العربي، ما دعا زاهر إلى الانسحاب من الترشح على منصب نائب الرئيس، تاركاً إياه لمنافسه اللدود صديق الأمس عدو اليوم محمد روراوة، الذي ترك له زاهر المنصب بإرادته، ولسابق العلاقة الممتازة بين الاثنين، وكما قال زاهر فإنه كان لزاماً على روراوة أن يلتزم بالاتفاق الذي لم يعرف أحد بنوده سوى الاثنين فقط، وأيضاً لا يعلم أحد لماذا تراجع روراوة عن موقفه وأصر على الترشح؟ ولماذا أيضاً نجح بالتزكية؟ ولماذا أيضاً فضّل زاهر ألا يدخل الجولة، تاركاً المجال له ليفوز بهدوء ومن دون أدنى مضايقة من أحد؟ والسؤال أيضاً الذي يطرح نفسه لماذا يفوز روراوة بكل الجولات التي يدخل فيها منافساً لزاهر؟ والسؤال الأهم لماذا خسر زاهر أغلبيته المعتادة داخل الاتحاد العربي؟ وهل العيب فينا أم في طريقة تعامله مع الانتخابات؟ وهل تغيّرت الخريطة فظهرت قوى جديدة على الساحة العربية قللت من أسهم زاهر، أم أن منافسه أجاد التحرك والاتصالات والتربيطات، فنجح في الحصول على أعلى الأصوات، ثم الفوز بمنصب نائب الرئيس؟ أيضاً هناك تساؤلان مهمان، الأول هو تهديد بعض أعضاء اتحاد الكرة، وقد سمعت حازم الهواري في حوار تلفزيوني يؤكد أن اتحاد الكرة سيعيد النظر في علاقاته ببعض الاتحادات العربية، التي كانت تظهر لنا محبة ووداً بالغين، ولكنها صوّتت ضد سمير زاهر، وهو ما اعتبره الرجل خيانة بالغة لمصر ولمرشح مصر، أيضاً أكد زاهر في حواره مع أخبار اليوم أنه سيعيد النظر في الاشتراك في المسابقات العربية طالما بقي روراوة في موقعه بالاتحاد العربي لكرة القدم! والسؤال الثاني هل تتوقف علاقتنا بالاتحادات القارية على نتيجة الانتخابات؟ وإذا كانت هذه هي سياسة الدولة، فلماذا لم تنسحب من الاتحاد الأفريقي عندما رسب حمادة إمام في انتخابات هذا الاتحاد منذ زمن؟ ولماذا لم نجمّد علاقتنا مع الاتحاد الدولي عندما أخفق هاني أبو ريدة في أول انتخابات له في الاتحاد الدولي؟ بل لماذا لم تقاطع مصر «اليونيسكو»، بعد إخفاق فاروق حسني في الجولة الأخيرة، بل إننا كنا من أوائل الدول التي استقبلت الأمين العام الجديد ل«اليونيسكو»، وكان على رأس مستقبليها فاروق حسني نفسه الذي أخفق أمامها في الانتخابات؟ وسؤال آخر هل كل خلاف شخصي سنحوّله إلى خلاف بين الدول؟ وهل انسحاب زاهر من انتخابات نائب الرئيس في الاتحاد قلّل من مكانة وهيبة وسمعة مصر، أم أن الأشخاص بتصريحاتهم هم الذين يقللون من سمعتنا أمام العالم أجمع؟ علينا أن نعترف بأننا ما زلنا نتعامل بعصبية شديدة جداً مع كل المنافسات، وأننا نخلط العام بالخاص، فإن كان هذا هو رد فعلنا، مع أننا نجحنا في الحصول على مقعد في المكتب التنفيذي، فما هو رد الفعل في البحرين بعد سقوط مرشحها القوي الشيخ عيسى بن راشد، أو رد فعل المغرب بعد سقوط مرشحه سعيد بلخياط، وهو من إحدى الركائز في الاتحاد العربي والأفريقي سابقاً، وها هو يخرج بلا أي مقاعد في الانتخابات، ومع ذلك لم نسمع أو نقرأ في وسائل الإعلام المغربية أو البحرينية عن مؤامرة لتشويه سمعة البحرين أو المغرب؟ [email protected]