بعد أقل من عام، يودع «سوق الحراج» قلب الدمام التجاري النابض موقعه، الذي أمضى فيه أكثر من ثلاثة عقود، عاصر خلالها أجيالاً عدة، كانت شاهدة على أكثر الأسواق شعبية في مدينة الدمام، وأحد أبرز معالمها التجارية. وتعمل أمانة المنطقة الشرقية حالياً على إنشاء مبنى جديد للسوق، بطريقة معمارية جديدة. وتأسس سوق الحراج بداية وسط مدينة الدمام، وفي منطقة السوق المركزية حالياً، قبل أن يتم نقله عام 1405 إلى موقعه الحالي في مخطط 8. ويمثل السوق للباعة الذين بدأوا يبيعون ويشترون منذ عقدين أو ثلاثة عقود إلى الآن «مصدر رزق مهم». وعلى رغم تغير نمط الحياة وتدني مستوى القوة الشرائية، إلا أن عدداً من الباعة ما زالوا حريصين على الحضور في السوق. وتعود فكرة إنشاء السوق بعد قيام أشخاص بعرض مقتنياتهم المستهلكة، في ساحة كانت فارغة حينها. وكانت هذه الساحة بجانب عدد من التجمعات السوقية التي كان الباعة والمشترون يترددون عليها للبيع أو الشراء، مثل سوق الحمام. وكانت ساحة السوق أرض يملكها شخص، وعندما أصبحت مكاناً رئيساً لتجمع البضائع المستهلكة، وعندما ازداد عدد البائعين، قامت بلدية الدمام بالإشراف والتنظيم على عملية البيع والشراء. كما بنت محالاً صغيرة للإيجار، الذي لم يتعد حينها ثلاثة ريالات في العام. بدوره، قال المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان في تصريح ل«الحياة»: «إن دور الأمانة يتمثل في تنظيم سوق بيع الأثاث الرجيع والمستعمل، وهو داخل حدود الموقع المخصص للحراج، ومحاط بسور خرساني، ويتم الإشراف عليه من بلدية وسط الدمام، التي يتابع منسوبوها المخالفين، سواءً من الوافدين أو المواطنين، وتحرير المخالفات لهم، والزامهم بإزالتها. أما الشق الآخر فهم الاشخاص الذين يعملون بصورة مخالفة، باستغلالهم الطرق والساحات العامة المجاورة لموقع السوق». وتقوم إدارة الأسواق بالتعاون مع البلدية المختصة بمتابعة أصحاب المباسط المخالفة، وأخذ الإجراءات بموجب لائحة الغرامات والجزاءات التي فرضتها أمانة الشرقية. وأضاف الصفيان: «هناك جولات تفتيشية طوال أيام الأسبوع»، كاشفاً أن الأمانة تعمل حالياً على نقل موقع سوق الحراج إلى منطقة «أكثر ملاءمة للنشاط». وأشار المتحدث باسم أمانة الشرقية إلى أن هناك موقعاً جديداً معتمداً لسوق بيع الأثاث الرجيع والمستعمل، سيتم إنشاؤه خلال أقل من عام، وسيكون المبنى على شكل هندسي حضاري، يتناسب مع نشاط السوق، إضافة إلى استيفاء الموقع الجديد لشروط الأمن والسلامة.