مع طول عمر السيارة، لا بد أن تتعرض المواد المستخدمة في تصنيعها لعوامل التلف والتمزق. تخيّل فقط مجرد الجلوس المتكرر على مقاعد السيارة، والاتكاء على مساند الأذرع، والقبض على عجلة القيادة، والعبث بالتجهيزات. يُخضع مهندسو فورد جميع المواد المستخدمة داخل سيارات فورد إلى سلسلة من الاختبارات الدقيقة والصارمة، للمساعدة في ضمان صمود الأقمشة والجلود وخامات البلاستيك أمام العوامل الخارجية الطارئة، إذ يتم شدّها وخدشها وتمزيقها واختبار روائحها، وتلطيخها بالبقع مثل الشحم والأوساخ والقهوة الساخنة لمعرفة مدى تحملها لاختبار الزمن. وتُجرى هذه الاختبارات لضمان أن تتحمل هذه المواد عوامل عدة أكثر من مجرد انسكاب كوب من القهوة، أو خدش بأداة حادة، أو أي احتكاكات أو تمزقات عرضية، وذلك قبل أن تتعرض هذه المواد للكسر أو التلف النهائي. وفي ما يلي بعض من هذه «المحن» غير الاعتيادية التي ينبغي أن تمر بها المواد المستخدمة في فورد اختبار الخدش بخمسة أصابع، ويستخدم لخدش عينات بلاستيكية مختلفة لمعرفة مدى احتمالها لسوء الاستعمال، اختبار التلوث بالتراب وقابلية التنظيف، ويتم فيه سكب مواد مختلفة على نسيج المقاعد لتقويم مدى سهولة تنظيفها في ما بعد، واختبار مقاومتها الكلية للبقع، واختبار مقاومة تغيير الصبغة، ويتمّ فيه فرك الجلد المستخدم في مقاعد السيارات بمواد من ألوان مختلفة (مثل أقمشة الجينز الزرقاء الجديدة، التي يعرف عنها دورها بإتلاف المقاعد الجلدية البيضاء على المدى الطويل)، ثم ملاحظة ظهور أي بقع ظاهرة على الجلد، واختبار التمزيق، وفيه يتم تثبيت قطع من نسيج المقاعد على بكرات دائرية، وتدويرها بسرعة 600 دورة في الدقيقة، بينما يتم ضربها بشكل متكرر بكرة حديدية ذات أشواك معدنية لاختبار مدى قوة النسيج، وإضافة إلى ذلك يختبر فريق من الفاحصين روائح عينات من المواد المستخدمة داخل سيارات فورد، ثم تقويمها لمساعدة المهندسين في إعداد مقصورات داخلية خالية من الروائح. وتُعتبر هذه التجارب الدقيقة شهادة بالتزام فورد الراسخ نحو عملائها بأن تُقدم لهم سيارات بمعايير نوعية عالية، تبقى في أفضل حالاتها طوال دورة حياتها، وأن تقوم بكل ما هو ضروري لضمان توفير أعلى مقاييس المتانة والراحة التامة.