حال نفوذ الدول الاستعمارية الكبري، وأداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون تحقيق غايات معاهدة حظر الانتشار النووي في الأربعين سنة المنصرمة. والاسلحة النووية، اليوم، هي خيار تهديد وابتزاز تتوسل به بعض الدول الكبري ضد الدول المستقلة. ولم تنجح الوكالة في بلوغ أهدافها. ودعا هذا الدول الاعضاء الى المطالبة باعادة النظر في نهج الوكالة. وهي لم تفلح، في مؤتمر 1995 الذي ناقش معاهدة حظر الانتشار النووي، ودعا الى شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي وتفعيل لجنة نزع السلاح النووي، في تنفيذ توصيات المؤتمر. وسعت ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش في حرمان الدول من التقنية النووية، والحؤول دون الخروج من المعاهدة، علي خلاف مادتها العاشرة. وفي المقابل، اقتنعت الدول النووية، ولم تلتزم مبدأ حظر الانتشار النووي، فنقلت الأسلحة الى إسرائيل، خلافاً للمعاهدة. وحرصت إيران على المشاركة، على أعلى مستوى، في مؤتمر نيويورك لمراجعة معاهدة الحظر، تأييداً لمبدأ «عدم جواز استخدام الدول كلها الأسلحة النووية»، ودعماً له. وحملت مشاركة أحمدي نجاد في مؤتمر نيويورك، المسؤولين الأميركيين على إبداء قلقهم منها. أوليست مطالبة إيران، وعدد كبير من دول المنطقة، بخلو منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي الإسرائيلي، خطوة مهمة على طريق تحقيق «عالم من غير أسلحة نووية»؟ ويعتقد المحللون السياسيون أن مؤتمر نيويورك يختبر صدقية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وحقيقة نزع السلاح النووي. والأسرة الدولية تنتظر من أوباما تحقيق وعوده في المجال هذا. ولكن هل تستطيع الإدارة الأميركية نزع السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط من طريق الضغط على الحليف الإسرائيلي؟ والجواب بالنفي تعرفه شعوب العالم. والقوى النووية تسعى في حصر التقنية النووية بيد دول معينة، وحرمان الدول الأخرى منها. وهي سعت في حرمانها من أنشطة التخصيب. وتريد القوى النووية التستر على أكثر من 20 ألف رأس نووي في العالم. والكمية المتوافرة من مادة البلوتونيوم في العالم يمكن أن تنتج 220 ألف رأس نووي. وهذه كارثة كبيرة للإنسانية. ويجب التفكير في تأسيس منظمة مستقلة عن هيمنة الدول الكبرى تتولى السلام والأمن العالميين. * معلّق، عن «كيهان» الايرانية، 4/5/2010، إعداد محمد صالح صدقيان