تراجع سعر خام «برنت» أكثر من خمسة في المئة أمس، وهبط الخام الأميركي الى مستوى اقل من 30 دولاراً للبرميل، بفعل المخاوف في شأن آفاق الطلب وزيادة المعروض، فيما تلاشت الآمال بالتوصل إلى اتفاق بين «أوبك» وروسيا في شأن خفض الإنتاج. وهبط سعر «برنت» تسليم نيسان (أبريل) 1.82 دولار إلى 32.42 دولار للبرميل بعدما هبط 1.75 دولار أو ما يعادل 4.9 في المئة عند التسوية في الجلسة السابقة. ونزل سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة تسليم أقرب شهر استحقاق، 1.63 دولار إلى 29.99 دولار للبرميل، بعدما هوى إلى 29.92 دولار. وكان الخام هبط دولارين أو ما يعادل 5.9 في المئة في الجلسة السابقة. وأعلنت وزارة الطاقة الروسية أول من أمس ان وزيري الطاقة الروسي والفنزويلي ألكسندر نوفاك وأيولوخيو ديل بينو، ناقشا إمكانية عقد مشاورات بين المنتجين من داخل «أوبك» وخارجها في المستقبل القريب. لكن مندوبين لدى «أوبك» قالا أمس ان المنظمة لم تحدد بعد موعداً لأي محادثات مع روسيا وغيرها من المنتجين المستقلين بهدف دعم أسعار النفط. واستبعد مصرف «غولدمان ساكس» «في شكل كبير» ان تتعاون «أوبك» مع روسيا لخفض الإنتاج»، معتبراً «أن خطوة كهذه ستؤتي نتائج عكسية إذ سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى إعادة الإنتاج المجمد إلى السوق». وأظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية ان الإنتاج النفطي الروسي زاد إلى 10.88 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير) في مقابل 10.83 مليون برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر). ورجح استطلاع لوكالة «رويترز» ان تكون المخزونات التجارية الأميركية من الخام زادت بواقع 4.7 مليون برميل الأسبوع الماضي لتسجل مستوى قياسياً جديداً عند 499.6 مليون برميل. وحذر وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف من ان الوضع المالي «الحرج» للبلاد بسبب انهيار السوق النفطية يجعل تنفيذ مشاريع التخصيص التي تُناقَش منذ فترة طويلة أمراً عاجلاً. وقال الوزير «في 2014 - 2015، كانت السوق تميل إلى الانخفاض، وتوقعنا ان يتغير الوضع. لكننا بدأنا ندرك ان الانتظار لم يعد ممكناً». وتابع ان «وضع الموازنة حرج فيما لا توحي اضطرابات الأسواق المالية بأي توجه إلى التحسن». ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الانترنت (شانا) عن مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية ركن الدين جوادي قوله ان بلاده تستهدف تصدير 2.3 مليون برميل من الخام يومياً في السنة المالية المقبلة التي تبدأ في 21 آذار (مارس). وأعلنت شركة النفط والغاز البريطانية «بي بي» أسوأ نتائج سنوية في ما يزيد عن 20 سنة في 2015، مؤكدة أنها ستخفض آلاف الوظائف في ظل الانخفاض الحاد لأسعار النفط. وأعلنت شركة النفط الأميركية الكبرى «إكسون موبيل» انخفاضاً بلغ 58 في المئة في أرباحها الفصلية إذ أضر هبوط أسعار النفط بنتائج أكبر شركة نفطية مدرجة في العالم. يُشار الى ان الدول المنتجة للنفط داخل «اوبك» وخارجها اتخذت تدابير تقشف ووجهت نداءات استغاثة الى المؤسسات المالية الدولية او لجأت الى عمليات تخصيص جزئية في مواجهة التراجع الحاد في عائداتها. ووجدت الدول المنتجة للخام نفسها مرغمة على البحث عن مصادر اخرى للعائدات واللجوء الى خفض نفقاتها. وقال كبير اقتصاديي بنك «سوسييته جنرال» اوليفييه غارنييه «انه مصدر للخطر». واضاف ان «العجز في الموازنة يتراكم بسرعة وللحفاظ على السلم الاجتماعي وعلى نفقات التسليح ليس بوسع الدول المنتجة خفض الانفاق العام». وحذر صندوق النقد الدولي من تبعات هبوط النفط في منتصف كانون الثاني (يناير) لدى تحديث توقعاته الاقتصادية. وقال ان انخفاض النفط يضغط بشدة على موازنات الدول المصدرة وعلى فرصها في تحقيق النمو. تمكنت الدول المصدرة بفضل ارتفاع اسعار النفط خلال السنوات الماضية من ان تراكم ثروات لكن هذه الثروات بدأت تتراجع.