جددت الدول المشاركة في التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» تعهدها «دحره» في سورية والعراق، ومنعه من تحويل ليبيا معقلاً له، وإن استبعدت تدخلاً عسكرياً آخر في تلك الدولة. جاء ذلك بعدما ناقش في روما أمس، ممثلون عن 23 من 66 دولة شكّلت التحالف، جهود استعادة أراض من التنظيم في العراق وسورية، وسبل كبح توسّعه في ليبيا، مستغلاً فراغاً في السلطة بسبب تنافس حكومتين. ووَرَدَ في بيان ختامي للاجتماع: «سنكثّف ونسرّع حملتنا على داعش، ونكرّر التزامنا دحر هذا التنظيم الوحشي في شكل كامل». وأشار إلى أن التنظيم خسر نحو 40 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، لافتاً إلى تحقيق «نتائج ملموسة» في سورية، خصوصاً بفضل الغارات الجوية. وشدد على أن التحالف سيواصل متابعة تطورات الوضع في ليبيا «عن كثب»، ويبقى «مستعداً لدعم» حكومة وفاق وطني. ولفت وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إلى أن التحالف «حقّق خطوات مهمة في مكافحة داعش»، لافتاً إلى «انتزاع أكثر من 40 في المئة من الأراضي التي كان التنظيم يسيطر عليها في العراق، وأكثر من 20 في المئة في سورية». واستدرك: «نعلم أننا نواجه تنظيماً مرناً جداً، وقادراً على التخطيط الاستراتيجي، وعلينا ألا نقلّل من خطورته». وأضاف: «نحتاج إلى مزيد من التنسيق والانسجام، من أجل دحر التنظيم وتجفيف مصادر تمويله». وتطرّق إلى الخطر الذي يشكّله «داعش» في ليبيا التي لا تبعد سوى 350 كيلومتراً من الشواطئ الإيطالية، قائلاً: «إذا كنا نحتاج إلى مزيد من الحذر والتيقظ، فلأننا نعرف انه بمقدار ما يتعرّض داعش للضغط في معاقله، سيسعى إلى مواصلة نشاطاته الإرهابية في أماكن أخرى. ونشهد تجدد نشاطه في ليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء». وكان جنتيلوني قال لصحيفة «إل ميساجيرو» الإيطالية إن لا روما ولا المجتمع الدولي يريدان «تدخلاً عسكرياً متسرعاً» في ليبيا. وكرّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري حديث نظيره الإيطالي عن خسارة «داعش» أراضي في العراق وسورية، مستدركاً: «لسنا هنا للتبجّح، بل لنؤكد التزامنا مجدداً ونعيد التقويم ونحكم على الأمور التي بدأناها، ويمكن أن يكون أداؤنا أفضل فيها». وأضاف: «علينا الدفع باستراتيجية نعرف أنها مجدية، وأن نفعل ذلك بلا تردد، لمنع داعش من تنظيم صفوفه أو الفرار أو الاختباء». وذكّر بأن الاجتماع الوزاري السابق للتحالف، في حزيران (يونيو) الماضي، تزامن مع «سقوط الرمادي وانتشار روايات قاتمة وخطرة». ولفت إلى أن القوات العراقية استعادت المدينة بعد ذلك، واستدرك: «لم نصل بعد إلى النصر الذي نريد تحقيقه، والذي سنحققه، سواء في سورية أو العراق. وشهدنا داعش يلعب لعبة الانتشار في دول أخرى، خصوصاً ليبيا». وتابع كيري: «في ليبيا نحن على وشك تشكيل حكومة وحدة وطنية. لدى ذلك البلد موارد، وآخر شيء في العالم تريدونه هو خلافة وهمية تمكنها الاستفادة من عائدات نفطية ببلايين الدولارات». ورأى أن على الولاياتالمتحدة وشركائها الأوروبيين والعرب تعزيز التدريب الأمني، ومساعدة الجيش الليبي «ليس فقط لتحرير أراض، بل لإيجاد مناخ آمن بالنسبة إلى الحكومة، لتقف على رجليها وتعمل». وأعرب وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند عن استعداد بلديهما لدعم حكومة ليبية جديدة، لكنهما نبّها إلى أن تدخلاً عسكرياً غربياً «ليس وارداً إطلاقاً». في واشنطن، أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أن البنتاغون سيزيد موازنته لمحاربة «داعش» بنسبة 50 في المئة لعام 2017، لتبلغ 7.5 بليون دولار. وأشار إلى أن الغارات على مواقع التنظيم في سورية والعراق استنزفت مخزون القنابل الأميركية، وزاد: «لذلك نخصّص 1.8 بليون دولار عام 2017، لشراء أكثر من 45 ألفاً منها».