أكد إمام مسجد الإمام الرضا في حي محاسن أرامكو، السيد ناصر السلمان، أن الهجوم الإرهابي الذي وقع الجمعة الماضية، وأدّى إلى استشهاد أربعة من المصلين وإصابة 33 آخرين، وثلاثة من رجال الأمن، لن يغير من نهج أبناء المملكة ولاسيما الأحساء، وهو تماسك أبناء الوطن الواحد، ولن يستطيع الإرهابيون التفرقة بين أبناء الوطن في مناطقهم كافة. وقال السلمان: «إن وجوده يوم الجمعة والصلاة إماماً للمسجد جاءت بسبب ظروف طارئة لإمام المسجد الرئيس»، مشيراً إلى أن الحادثة وقعت بعد أن فرغنا من أداء الصلاة وقيام بعض المصلين بصلاة النوافل، إذ سمعنا إطلاق الرصاص بكثافة شديدة، وهو ما أدى إلى تهشم الزجاج وتناثره في أرجاء المسجد، وعلى الفور تم إغلاق باب المسجد من جانب الكوادر المختصة». وأضاف: «بعد دقائق اهتز المسجد بسبب انفجار كبير أتى من الخارج أدى إلى تهشم الباب وانطفاء الأنوار؛ لاحتراق عداد الكهرباء وفُتحَ الباب بسبب الانفجار، وهنا طلب شباب الأمن من جميع المصلين عدم التدافع والجلوس والانبطاح وأخذ الأماكن الأكثر أمناً، ولا سيما بعد سماع الرصاص والانفجار، كما تم التأكيد على إغلاق كل الأبواب، إذ حاول أحد الإرهابيين اقتحام الصفوف بعد أن نفد مشط الرشاش (مخزن الذخيرة) وقام بعض المصلين بالقبض عليه، وتم تسليمه إلى الأمن الذي طوق المكان فوراً وقام بالدور الكبير في محاصرة الإرهابيين وتمشيط المنطقة». ونوه السلمان بالدور الكبير الذي قام به رجال الأمن قبل الحادثة وأثناءها وبعدها، مشدداً على أن الحوادث الإرهابية لن تزيد أبناء الوطن إلا تماسكاً. ورفض بشدة ربط هذه الحوادث الإرهابية بأي نوع من التبريرات، وقال: «الجميع يتفق على أنها مدانة وتخالف تعاليم الدين الحنيف، خصوصاً أنها تستهدف أطهر بقاع الأرض وهي المساجد». مؤكداً على التلاحم بين أبناء الوطن وقيادته. يذكر أن نحو 19 مصاباً غادروا المستشفى بعد تلقيهم الإسعافات اللازمة، فيما لا يزال البقية وعددهم 14 مصاباً، ورجال الأمن الثلاثة يتلقون العلاج. من جهته، قال رئيس تحرير «الأحساء نيوز» عبدالله السعيّد، عن الحادثة الإرهابية، الذي كان مشاركاً في إنقاذ المصابين: «كنا للتو انتهينا من صلاة الجمعة، وكعادتنا الأسبوعية أتشرف بزيارة أبناء الحي والأصدقاء في المنزل، وفور سماعنا دوي طلقات الرصاص وصوت الانفجار الذي كان مدوياً، أيقنت أنه قادم من اتجاه مسجد الرضا، فخرجنا على الفور لمعرفة ما يحدث، وحين وصولنا فوجئنا بتفجير وإطلاق كثيف للنار، وتقدمنا للموقع ومع اقترابنا خرج أول المحتجزين في الداخل مع توقف لإطلاق النار، بعدها سادت حال من الذعر والخوف والصراخ الموقع، وخروج كثيف للمصلين من المسجد، حينها دخلت المسجد لأقوم بما يمليه علي ديني وإنسانيتي تجاه إخوتي، ورأيت منظراً مهيباً لأشلاء الانتحاري الذي فجّر نفسه، وجثث الشهداء والمصابين والدماء في الأرض، حاولت حينها تنظيم الأمر، وكنت أصرخ في الجميع تعالوا ننقذ المصابين، وبالفعل الجميع كانوا مبادرين وتصرفوا بما يمليه الموقف من المساعدة في حمل المصابين أو التطبيب الموضعي، في موقف ينم عن شجاعة وإنسانية الجميع في بلد لا يعرف سوى الحب والوحدة. مؤكداً فخره واعتزازه بأبناء وطنه الذين لم تزدهم المواقف الإرهابية إلا تلاحماً».