قرر مدير ديوان الرئاسة التونسية رضا بلحاج الاستقالة من منصبه، مشكّلاً خسارة مهمة للفريق العامل مع الرئيس الباجي قائد السبسي منذ توليه رئاسة البلاد منذ سنة تقريباً، فيما كشفت وزارة الداخلية التونسية «خلية ارهابية» في محافظة المنستير شرق البلاد. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية أمس، أن بلحاج قدم استقالته من منصب مدير ديوان الرئاسة إلى الرئيس السبسي الذي قبلها، وكلّف المستشار الأول في الديوان سليم العزابي بتولّي المهمة. وقال بلحاج، وهو محام ذو خلفية يسارية، في نص استقالته: «تشرفت صباح اليوم (الإثنين) بلقاء السيد الرئيس، وصارحت سيادته بأن مهمتي كمدير لديوانه استكملت أهدافها وأني قررت أخذ مهلة تفكير تمهيداً لعودتي إلى الشأن العام والعمل السياسي». وعيّن الرئيس التونسي مستشاره سليم العزابي (خبير مالي عمره 37 سنة) خلفاً لبلحاج، وكان تولى منصب مدير المصالح المشتركة في رئاسة الجمهورية وكان من بين منظمي زيارة السبسي إلى واشنطن، كما تولى الإدارة التنفيذية لحملته الرئاسية. وتُعدّ هذه الاستقالة الأبرز منذ الانتخابات الرئاسية، بخاصة أن بلحاج يمثل أعلى سلطة في الرئاسة بعد الرئيس السبسي ومن النافذين في قصر قرطاج، ومن قيادات حزب «نداء تونس» التي ساندت قرارات الرئيس بالانحياز إلى نجله حافظ قائد السبسي الذي سيطر على إدارات الحزب. وسبق لبلحاج ان عمل وزيراً معتمداً لدى السبسي خلال توليه رئاسة الحكومة بعد الثورة (عام 2011)، ورافقه في كل مراحل تأسيس «نداء تونس» وكان عضواً في الهيئة التأسيسية ومديراً تنفيذياً قبل ان يتولى مهمة رئيس الديوان الرئاسي حيث حظي بثقة كبيرة من الرئيس. وعلى رغم أن بلحاج لم يحدد بعد وجهته السياسية المقبلة، الا أن بعضهم يتحدث عن إمكانية تفرّغه لحزب «نداء تونس» الذي يعاني انقسامات حادة تهدد وجوده بخاصة أنه من القادرين على حل النزاعات وإيجاد توافق بين المتنازعين. ويُستبعد أن تكون هذه الاستقالة تمهيداً لالتحاقه بالقيادات والنواب المستقلين من الحزب والذين يسعون الى تأسيس حزب جديد برئاسة الأمين العام المستقيل محسن مرزوق، نظراً إلى العلاقة المتوترة بين الرجلين، بخاصة أن بلحاج اتهم مرزوق أخيراً بالفشل في عمله كمستشار سياسي للسبسي وفي منصبه على رأس «نداء تونس». في غضون ذلك، أفادت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، بأن شجاراً بين طالبين في أحد مراكز التدريب والتكوين المهني في محافظة المنستير شمال شرقي البلاد، أدى إلى «كشف خلية ارهابية تسمى أهل الحق». وقالت وزارة الداخلية إنه «إثر نشوب شجار بين متربصين بأحد مراكز التدريب المهني في المنستير وبعد التحريات الأمنية اللازمة على إثر توقيف الشابين تبين أن سبب الشجار كان على خلفية مطالبة أحدهما زميله في الغرفة بخفض صوت أناشيد على هاتفه الجوال»، مشيرةً إلى أن الأناشيد التي كان يستمع إليها الشاب تحمل طابعاً إرهابياً. وأوضحت الداخلية أنه «بعد عملية التحقيق اتضح أن أحد الشابين كان ينشط في خلية إرهابية تطلق على نفسها «أهل الحق» وتتألف من 6 عناصر كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مقرات أمنية وعناصر من الشرطة».