استبعد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس حدوث انفراجة قريبة في العلاقات مع تركيا التي توترت في شدة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2013، منتقداً «استمرار نهج الحكومة التركية في التدخل في الشأن الداخلي المصري». ورفض شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التشيخي لوبومير زاوراليك في القاهرة أمس، «اجتزاء» تصريحات كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أطلقها عن تطلع أنقرة لتحسين العلاقات مع مصر. واعتبر، رداً على سؤال، أن التصريحات التركية «لها شقان، الأول إيجابي وهو ما يتعلق بالعلاقات الطيبة بين الشعبين المصري والتركي وهو أمر لا شك فيه، وثانيها السياق العام لتصريحات الوزير التركي وما تضمنته من تدخلات مرفوضة في الشأن المصري تمثل انقضاضاً على إرادة الشعب المصري، وتؤكد استمرار نهج تركيا في التدخل في الشأن الداخلي المصري». ودعا إلى «اتخاذ ما طرحه (الوزير التركي) في السياق الكامل، وليس اجتزاء كلمات فقط توحي بتوجه إيجابي. إطلاق هذه العبارات الإيجابية في ظل استمرار تدخله في الشأن المصري يجعل الأمر بلا جدوى». ونفى شكري أن تكون اجتماعات القمة الأفريقية التي اختتمت أعمالها السبت الماضي درست تشكيل قوة عسكرية للتدخل في ليبيا. واعتبر أن «الموقف هناك ذو أهمية ويحتاج إلى متابعة»، نافياً أن تكون القمة الأفريقية التي عقدت في أديس أبابا اتخذت قراراً بتشكيل قوة عسكرية لمكافحة الإرهاب في ليبيا. وشدد على أن «مواجهة ظاهرة الإرهاب يجب أن توكل إلى الجيش الليبي الوطني والشعب الليبي، ومن هنا جاء دعم مصر للاتفاق السياسي وتشكيل حكومة وفاق وطني يساندها المجتمع الدولي». وأوضح أن قمة الاتحاد الأفريقي شهدت «اهتماماً بمحاربة الإرهاب، لكن لم يكن هناك حديث عن قوة خاصة لهذا الغرض... في ليبيا المهمة تقع على عاتق الجيش الوطني الليبي وتعزيز قدرة الحكومة، وهذا شأن ليبي تتم بلورته مع الشركاء. وهذه المرحلة مهمة لتشكيل الحكومة الليبية لدعمها دولياً». ووجه الشكر إلى نظيره التشيخي على عدم إقدام بلاده على تغيير إرشادات السفر إلى مصر، «وهو الأمر الذي يشجع السياحة التشيخية إلى مصر، وهذا موقف ينم عن تفهم لإجراءات الحكومة المصرية لحماية السياحة والسياح، وإدراك بأن الأحداث التي تقع سواء إرهابية أو غيرها تتم في دول العالم كافة». واعتبر هذا الموقف «دليلاً على الصداقة بين البلدين، وهذا يجعل من الأهمية أن نستمر في تدعيم هذه العلاقات». وأوضح الوزير التشيخي أن زيارته إلى القاهرة «كانت فرصة للحديث مع الوزراء المصريين عن تعميق التعاون المشترك، وكان الأساس في المحادثات تعميق العلاقات من خلال المحور الاقتصادي والتجاري، لذلك جاء ضمن الوفد إلى القاهرة وفد من رجال الأعمال». ورأى أن المحادثات «خرجت بانطباعات إيجابية وستستمر العلاقات في شكل إيجابي». وأشار إلى «تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، إذ يوجد ضمن الوفد وفد مختص بالإنتاج الحربي من تشيخيا، وهناك انطباع جيد، إذ تم الحديث عن إمكان إمداد مصر بالمعدات العسكرية والسلاح، خصوصاً الذي تحتاجه وزارة الداخلية. وهذا التعاون واعد ويحتاج إلى مزيد من الخطط في القريب العاجل». ولفت إلى أن بلاده «تساند مصر من دون شروط... نحن في مركب واحد والعمل على تأمين مصر هو تأمين لنا وتسعدنا المشاركة في ذلك». واعتبر أن «الجميع يحارب الإرهاب والجريمة المنظمة التي لا تهدد المنطقة وحدها، بل أوروبا، مع التفريق بينها وبين الإسلام»، مؤكداً رفض بلاده «الإساءة إلى الأديان في شكل عام، ونحن نرفض التطرف بكل أشكاله، وبلادنا تأخذ موقفاً مماثلاً لموقف مصر في حربها ضد التنظيمات الإرهابية». ميدانياً، قتل مسلحون مجهولون موظف أمن مدنياً على الطريق الدائري المتاخم للقاهرة. وقالت وزارة الداخلية في بيان أن مسلحين أطلقوا النار صوب مكتب هيئة الطرق والكباري على الطريق الدائري أثناء وجود 3 موظفين تابعين للهيئة، ما أسفر عن وفاة أحدهم، وجرح آخر. وجُرح 3 جنود في الشرطة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مدرعتهم في مدينة العريش في شمال سيناء.