استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس، نظيره الكوبي راؤول كاسترو في مستهل زيارة دولة الى فرنسا مدتها يومان، وتعتبر الأولى من نوعها منذ زيارة الرئيس السابق فيديل كاسترو قبل 21 سنة في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران. وقالت الرئاسة الفرنسية إن «الزيارة تشكل تعبيراً مميزاً عن صداقة واحترام» الرئيس الكوبي لفرنسا وهولاند الذي كان اول رئيس فرنسي يزور كوبا منذ 50 سنة، وذلك في ايار (مايو) 2015 بعد اعلان إلغاء القطيعة بين كوبا والولايات المتحدة. وهو اعلن حينها انه لا بدّ من رفع الحصار الأميركي عن كوبا نظراً للضرر الذي ألحقه بتطور البلاد منذ العام 1962. كما تمثل الزيارة بادرة امتنان من قبل كوبا تجاه فرنسا التي لعبت دوراً اساسياً في الاتفاق الذي أبرم مع نادي باريس في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ويقضي بإلغاء الفوائد المترتبة على الدين الكوبي وإعادة جدولة قيمة الدين الأساسي لفترة 18 سنة، ما سهل امكان حصولها على تمويل دولي جديد. وتبع اللقاء الثنائي بين هولاند وكاسترو توقيع مجموعة اتفاقات ثنائية في مجالات اقتصادية وثقافية اكدت رغبة فرنسا في مواكبة كوبا على صعيد انتقالها الى نهج اقتصادي اكثر فاعلية، وأيضاً تفعيل التنسيق بين البلدين على الساحة الدولية وتطوير التنمية المستديمة ومكافحة تجارة المخدرات. وأقام هولاند مساء عشاء دولة على شرف كاسترو حضره كبار المسؤولين الفرنسيين ومشاهير في مجالي الفن والسينما. لكن الزيارة واكبها انتقادات بسبب القمع الذي لا يزال متبعاً في كوبا في حق المعارضين، واستمرار التضييق على الحريات العامة. وكان راؤول كاسترو تسلم منصبه عام 2006 خلفاً لشقيقه فيدل، وطبّق مجموعة اجراءات اقتصادية واجتماعية خففت من الضيق الذي عانى منه الكوبييون خصوصاً في ظل الحصار الأميركي المطبق منذ عقود على الجزيرة. وأدى ذلك الى استعادة كوبا بعض الحيوية الاقتصادية خصوصاً في مجال السياحة، بعدما ارتفع إقبال السياح على الجزيرة بنسبة 20 في المئة. لكن بعضهم يعتبر ان هذه التغييرات ليست كافية، خصوصاً المعارضين الكوبيين في الخارج الذين يعتبرون ان راوول كاسترو ونظامه نسخة ملطفة عن نظام شقيقه القمعي.