نظم عشرات النشطاء والبرلمانيين أمس تظاهرة في وسط القاهرة للاحتجاج على اتجاه الحكومة المصرية إلى تمديد قانون الطوارئ المعمول به في البلاد منذ اغتيال الرئيس أنور السادات على يد متشددين والمطالبة بإجراء إصلاحات تشريعية ودستور. وكانت تظاهرة أمس أول ظهور رسمي في الشارع ل «الجمعية الوطنية من أجل التغيير» التي يقودها الدكتور محمد البرادعي، فيما حمل المتظاهرون لافتات تطالب بتعديل الدستور وإلغاء قانون الطوارئ. ولم تقع مواجهات مع عناصر الشرطة التي حاصرت المتظاهرين في حديقة مواجهة لمجمع التحرير في وسط القاهرة إلا عندما حاول عدد من الشباب الخروج بالمسيرة من الحديقة الموجودة أمام مسجد عمر مكرم، إلى مقر البرلمان المصري (على بعد أمتار من الحديقة). وذكرت وكالة «رويترز» أن ستة أعضاء في مجلس الشعب من كتلة جماعة «الإخوان المسلمين» ومجموعة المستقلين، كانوا قد أخطروا وزارة الداخلية الأسبوع الماضي باعتزامهم تنظيم المسيرة إلى مبنى مجلس الشعب لتسليم مطالب اصلاح ديموقراطي، لكن الوزارة حظرت المسيرة. وشكل المتظاهرون أمس وفداً يضم الناطق الرسمي باسم كتلة «الإخوان» في البرلمان النائب حمدي حسن، والأمين العام للكتلة النائب محمد البلتاجي، والقياديين في حزب الكرامة (تحت التأسيس) النائبين حمدين صباحي وسعد عبود والنائبين المستقلين علاء عبدالمنعم وجمال زهران، والدكتور يحيى الجمل، والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة، والقيادي في حركة «9 مارس» المنسق السابق لحركة «كفاية» الدكتور محمد أبو الغار، والإعلامي حمدي قنديل، ونائب رئيس محكمة النقض السابق القاضي محمود الخضيري، والكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، وأمين عام اتحاد الأطباء العرب القيادي الإخواني البارز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والقيادي في حركة كفاية جورج إسحاق. والتقى هذا الوفد أمس رئيس البرلمان الدكتور فتحي سرور، وقدم له بياناً يتضمن مطالب المعارضة المصرية. وأوضح النائب «الإخواني» محمد البلتاجي ل «الحياة» «قدمنا إلى الدكتور سرور بياناً يتضمن مطالب قوى المعارضة والتي تتركز في عدم تمديد حالة الطوارئ وإقرار قانون لمباشرة الحقوق السياسية بما يضمن نزاهة الانتخابات التشريعية المقبلة وتعديل مواد في الدستور ووقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين». وأكد «أن المعارضة المصرية مستمرة في نشاطها .. في حال عدم استجابة مطالبنا سندرس كيفية التحرك والتنسيق في ما بيننا خلال الأيام المقبلة». واعتبر الدكتور محمد البرادعي في رسالة بعث بها إلى مناصريه على موقع «فيسبوك» أن قانون الطوارئ «ليس إلا قنبلة موقوتة يزداد خطر انفجارها كلما استمر التمديد في العمل بهذا القانون»، في حين أكد المنسق الإعلامي للجمعية الوطنية للتغيير الإعلامي حمدي قنديل أن «الجمعية مستمرة في نشاطها والتعبير عن مطالبها بالطرق المشروعة»، مشيراً ل «الحياة» إلى أن نزول أعضاء في الجمعية في تظاهرة أمس «لن يكون الأخير ... لدينا أهداف، والنزول في تظاهرات أحدى وسائل تحقيق تلك الأهداف التي لن نتخلى عنها». وذكرت وكالة «رويترز» أن نشطاء أعضاء في حركة شباب «6 أبريل» أصروا على كسر حصار الشرطة وبدء المسيرة أمس. ولدى محاولتهم كسر الحصار ضربهم الجنود بالهراوات وداسوا على ناشطات وأصابوا عدداً من الناشطات والنشطاء بخدوش ورضوض. وخلال ذلك ضرب نشطاء رجال شرطة بعصي اللافتات.