إسلام آباد، واشنطن، برلين - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - هدد زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود الذي تردد انه قتل في كانون الثاني (يناير) الماضي, بمهاجمة المدن الأميركية الكبيرة، وذلك في شريط فيديو جديد رصده المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية (سايت)، والذي رجح تصويره في الرابع من نيسان (أبريل) الماضي وهدد محسود الولاياتالمتحدة بهجمات خلال شهر رداً على مقتل قادة إسلاميين، علماً أن شريط فيديو آخر نسب الى «طالبان باكستان» تبنى محاولة فاشلة لتفجير سيارة مفخخة في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك السبت الماضي للانتقام من مقتل قائدي تنظيم القاعدة في العراق الشهر الماضي ومن التدخل الأميركي في الدول الإسلامية، وهو ما شككت به الإدارة الأميركية، فيما اعتبره مسؤولون باكستانيون «مجرد إثارة إعلامية يائسة، لأننا نعرف قدرات الحركة وإمكاناتها». وقال حكيم الله محسود، خليفة بيت الله محسود الذي قتل في هجوم صاروخي نفذته طائرة أميركية من دون طيار في إقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب) في الخامس من آب (أغسطس) الماضي: «اخترق فدائيونا أميركا الإرهابية وسنسدد ضربات مؤلمة لأميركا المتعصبة». كما حذر الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي (ناتو) وبقية حلفاء الولاياتالمتحدة بالابتعاد عن الأخيرة، وقال: «ستواجهون إذلالاً ودماراً وهزيمة أكبر من أميركا نفسها». وتورط حكيم الله محسود بهجوم نفذه انتحاري أردني يدعى همام البلوي واستهدف قاعدة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في ولاية خوست شرق أفغانستان نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وأسفر عن مقتل ستة عناصر في الوكالة وموظفين خاصين اثنين، ما جعله الأكثر دموية ضد «سي آي أي» منذ 26 سنة. وظهر حكيم الله محسود مع البلوي في شريط فيديو بُث على الانترنت. وفي شريط الفيديو الذي تحدث فيه قاري حسين، المسؤول عن تدريب المفجرين الانتحاريين في الحركة، لم يشر بالتحديد إلى واقعة «تايمز سكوير»، واكتفى بالقول: «تتحمل طالبان بكل فخر وشجاعة المسؤولية كاملة عن هجوم داخل الولاياتالمتحدة، وتهنئ المسلمين بالهجوم». ويرى محللون أن تهديد محسود وتبني «طالبان باكستان» محاولة التفجير في «تايمز سكوير» قد يدلان على ضعف بعدما واجهت الحركة سلسلة من هجمات الجيش الباكستاني، علماً انها ركزت سابقاً على قتال إسلام آباد، ولم تظهر أي ميل لشن هجمات خارج باكستان على رغم علاقاتها مع تنظيم «القاعدة». وقال رحيم الله يوسف زاي الخبير في شؤون «طالبان»: «ليس لدى طالبان أي شيء لتخسره. انها تقاتل في معركة حياة أو موت ضد الجيش الباكستاني، وتريد إحراج هذا الجيش والحكومة بأي وسيلة، لذا يساعدها إعلان مسؤوليتها عن شن هجوم إرهابي في الولاياتالمتحدة». على صعيد آخر، قتل 18 مسلحاً في اشتباكات اندلعت اثر تطويق الجيش الباكستاني مخابئهم في منطقة غوندو بإقليم باجور القبلي (شمال غرب) وقصفها بأسلحة الثقيلة وقذائف هاون. وما زال العنف مستمراً في باجور، ولو في شكل متقطع، منذ إعلان الجيش تطهير مناطقه نهاية عام 2008. وفي منطقة أوراكزاي السفلى (شمال غرب)، سقط 11 مسلحاً في اشتباكات مع القوات الباكستانية، علماً أن 21 آخرين قتلوا في قصف نفذته مروحيات قتالية تابعة للجيش أول من أمس. وأكدت القيادة العسكرية تطهير معظم أجزاء أوراكزاي السفلى من المسلحين وتعزيز مواقعها فيها، مشيرة الى مقتل أكثر من 600 مسلح و18 عنصر أمن في العملية العسكرية التي تنفذها قواتها منذ شهر في أوراكزاي. كذلك قتلت القوات الباكستانية مسلحين اثنين على الأقل في عملية نفذتها في منطقة كابال بإقليم وادي سوات (شمال غرب)، وأدت أيضاً الى العثور على أسلحة وذخائر. وأطلقت طائرة استطلاع أميركية من دون طيار 3 صواريخ على منطقة مرسيخل بإقليم شمال وزيرستان، ما أسفر عن مقتل 4 مسلحين. مقتل إسلامي ألماني وفي برلين، أفادت وسائل إعلام ألمانية بأن إسلامياً ألمانياً مطلوباً لدى برلين يدعى اريك برينينغر قتل في معارك اندلعت مع جنود باكستانيين. وأوضحت صحيفتا «شبيغل أون لاين» و «فيلت أون لاين» أن مقتل الألماني البالغ 22 من العمر والذي أشهر إسلامه وتدرب في مخيمات باكستانية، أعلنته مجموعة صغيرة مرتبطة باتحاد الجهاد الإسلامي، المنظمة الاوزبكية المرتبطة ب «القاعدة». ولم تستبعد «فيلت أون لاين» سقوط إسلاميين آخرين من أصل ألماني. وفي عام 2008، أعلن اريك برينينغر الذي أطلق على نفسه اسم «عبد الغفار الألماني» في شريط فيديو بث على الانترنت وجوده مع إسلاميين ألمان آخرين في أفغانستان وانضمامه الى اتحاد الجهاد الإسلامي. ويشتبه المحققون الألمان في انه كان اتصل بخلية فككت في سورلاند (غرب) في أيلول (سبتمبر) 2007 انتمى إليها أشخاص اعتنقوا الإسلام، وحضروا اعتداءات واسعة تستهدف مصالح أميركية خصوصاً. وتعتقد السلطات الألمانية بأن برينينغر المتحدر من سار (غرب) موجود على الحدود الباكستانية - الأفغانية منذ أيلول 2007.