أكد وزير الصحة رئيس الدورة الأربعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، خالد الفالح، أن الرعاية الصحية عنصر أساس في العمل الخليجي المشترك، لما لها من أهمية تمسّ حياة مواطني الدول الأعضاء. وأوضح خلال ترؤسه وتدشينه فاعليات إطلاق الأسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان في وزارة الصحة في الرياض أمس (الأحد)، أن الحملة تجسد الرؤية المشتركة لقادة دول مجلس التعاون وقراراتهم المتتالية في تأكيد تحسين الخدمات الصحية بجميع جوانبها الوقائية والعلاجية، إذ حرصوا منذ إنشاء المجلس على أن تكون الرعاية الصحية إحدى الركائز الأساسية للعمل الخليجي المشترك المثمر البناء. وأكد أن وزراء الصحة في دول المجلس حريصون على تعزيز الرعاية الصحية الوقائية وتفعيل مبادئ الصحة العامة وأبعادها، وتحسين التوجّه الصحي للحياة بحيث تصل دول المجلس إلى أعلى مستوى عالمي في مستويات الصحة العامة، مشيراً إلى أن عملنا الخليجي المشترك في الوقاية من الأمراض المعدية أو السارية والإنجازات التي حققت لم تغفل وزارات الصحة في دول المجلس برامجها التطويرية وأهمية الوقاية من الأمراض غير السارية عموماً، ومن مرض السرطان خصوصاً. وقال الفالح: "إننا نشهد اليوم انتشار فيروس يشكل قلقاً عالمياً وهو ليس بجديد، لكن انتشاره نما خلال الأيام الماضية وهو فيروس "زيكا"، مؤكداً أن وزارة الصحة السعودية وجميع وزارات الصحة في دول المجلس اتخذت الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة نحوه. وأضاف: يذكرني هذا الاستنفار العالمي بأهمية الوقاية من الأمراض المعدية التي لا تعرف الحدود، وحيث أن دول الخليج تمثل كتلة سكانية واحدة يتنقل مواطنوها بكل يسر، فالوقاية من الأمراض المعدية تظل هدفاً أساساً للعمل المشترك، لكي نبني سوياً حصناً يحمي مواطنينا من الأمراض الفتاكة والأمراض الخطيرة التي تجتاح بعض الدول من الحين الى الآخر. وأشار إلى أن دول الخليج ما زالت تعمل بكل جد وبتعاون مشترك لمواجهة فيروس آخر انتشر في دول الخليج قبل أربع سنوات، وهو فيروس "كورونا"، وسيظل العمل مع الجهات ذات العلاقة بكل حرص للقضاء عليه عبر البرامج والتدخلات الصحية المبنية على البراهين اليقينية والأبحاث العلمية، بالتعاون مع الجهات العلمية المعتبرة لاستحداث العلاجات والأمصال المناسبة، لافتاً إلى أن هذا العمل على الأمراض المعدية لن يضعف إصرار وزارات الصحة على العمل للحد من أمراض تحمل ضرراً أشد على المجتمع، وهي الأمراض غير السارية، ولدول المجلس قرارات عديدة للتصدي لهذه الأمراض. وأبان وزير الصحة أن شعار الحملة "40 x 40" يتناول ما تبين علمياً من أن الإصابة بالسرطان يمكن تجنّبها بنسبة 40 في المئة بالوقاية، ويمكن شفاء 40 في المئة منه بالعلاج إذا تم الكشف عنه مبكراً، مشيراً إلى أن التوعية والوصول إلى أفراد المجتمع وإزالة الرعب والرهبة من هذا المرض، والحض على الكشف عن السرطان أمر مهم، لذا كانت الشراكة بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الخيرية عنصراً أساساً في هذه الحملة ولمزيد من الشراكة الفاعلة بين جميع الجهات المعنية بهذا المرض. ونوّه إلى أن هذه النشاطات تأتي تجسيداً للعمل الدولي، إذ أطلقت الأممالمتحدة أخيراً أهداف التنمية المستدامة، وكان الهدف الثالث يخص ما نطلقه اليوم، وهو الصحة العامة لمجتمعاتنا، ونحن في دول مجلس التعاون جزء من عالم يصغر يوماً بعد يوم ويتنقل فيه البشر بين الدول والقارات، وتتنقل فيه أيضاً مسببات الأمراض من فيروسات وأنماط حياة غير صحية، كما أن هذا العالم يعطينا أيضاً فرصاً لنقل المعرفة وسبل الوقاية وتعزيز الصحة وأفضل ممارسات العلاج من الأمراض، بما فيها أمراض السرطان بأشكالها المختلفة.