أكد مدير شرطة مكافحة المخدرات في إيران الجنرال حمدي رضا آبادي أنه لا يوجد في بلاده سعوديون متورطون في قضايا تهريب المخدرات، معتبراً أن التعاون بين الرياض وطهران في مجال مكافحة المخدرات قوي، وأنه تم تبادل أكثر من 60 رسالة رسمية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، مسجلة النسبة الأعلى في تعاون بلاده مع دول الخليج العربي. وقال آبادي في حوار مع «الحياة»: «إن الأجهزة الأمنية في بلاده كشفت أخيراً مخططاً لتهريب 14 طناً من الحشيش عبر المحافظات الجنوبية المجاورة لدول الخليج، والمتورطون فيها إيرانيون وأفغانيون وباكستانيون، مؤملاً أن تخرج الندوة التي تستضيفها المملكة لمكافحة المخدرات ونقل المعلومات بتعزيز تعاون الدول المشاركة في هذا المجال». وهنا نص الحوار: كيف تنظرون لأهمية الندوة الإقليمية التي تستضيفها المملكة المتعلقة بمكافحة المخدرات وتبادل نقل المعلومات بمشاركة 26 دولة على مستوى العالم؟ - نحن لدينا تعاون جاد مع جميع الدول المجاورة ومن ضمنها المملكة العربية السعودية الشقيقة من أجل مكافحة المخدرات، ونحن في الحقيقة خلال السنتين الماضيتين ومن خلال تعاوننا وتبادل المعلومات استطعنا التصدي لكثير من عصابات تهريب المخدرات، ونحن نعتقد أنه لا بد من تواصل مستمر بيننا وبين الجهات المعنية في دول المنطقة من أجل التصدي للمخدرات ومكافحتها، ونحن في هذا الإطار نشارك بكل فاعلية بجميع الندوات التي تقام من منظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية بالنسبة لتبادل المعلومات ومن ضمنها هذه الندوة. هل نفهم من كلامك أن أمر تهريب المخدرات والمتاجرة فيها يقصد به الإساءة للدول الإسلامية؟ - هذا أحد الأهداف، ولا شك أن الهدف الأول لبيع وترويج المخدرات التي تم إنتاجها في أفغانستان هي الدول الإسلامية. أعلنت السعودية الأسبوع الماضي عن إحباط مخطط ل 195 شخصاً كوّنوا عصابات لتهريب المخدرات طوال 4 أشهر - أود أن أسأل عن الرؤية لعمل هذه العصابات في التهريب إلى المنطقة؟ - نحن نعتقد أنه كلما كان هناك تعاون بنّاء وقريب بين الأجهزة المعنية في دول المنطقة لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات في لحظاتها فهذا سيساعد في تحطيم جميع الشبكات، واستطعنا في 4 محافظات جنوبية للخليج العربي أن نكتشف 14 طناً من الحشيش عن طريق شرطة المخدرات قبل تهريبها للمنطقة أخيراً، وفي الحقيقة كانت متوجهة لدول الخليج. ما جنسيات المتورطين فيها؟ - باكستانيون وأفغان وإيرانيون. هل هناك سعوديون متورطون في إيران بمثل هذه القضايا؟ - أكثر شبكات التهريب كانت تتواصل عبر الهاتف الجوال، ونحن لدينا مكالمات مسجلة ومثبتة كانت تُجرى بين عناصر في إيران وأخرى من جميع الدول ومختلف الجنسيات وأخبرنا هذه الدول بذلك، وأعتقد أن من الإجراءات المهمة في التصدي للمخدرات تبادل هذا النوع من المعلومات وشبكات التهريب. وبصراحة ليس لدينا في إيران أي سعودي متورّط في هذه القضايا، ونحن اكتشفنا مثلاً «لنشات بحرية» تحمل أطناناً من المخدرات فتبادلنا المعلومات فيها مع السعودية بالقرب من الحدود اليمنية وتم القبض عليهم. ماذا عن فاعلية الاتفاق الأمني الموقّع بين السعودية وإيران في مجال مكافحة مثل هذا النوع من الجرائم؟ - هناك اتفاق أمني ومن ضمنه قضية المخدرات، وهناك تواصل قوي جداً بين البلدين واجتماعات من أجل تبادل المعلومات، والشيء الذي نأمل فيه من هذه الندوة أن يكون هناك تزايد بين الدول من أجل التعاون، وبحسب التقرير الذي لدينا فنحن تبادلنا المعلومات في هذا الصدد خلال السنوات الأخيرة مع الجانب السعودي لأكثر من 60 رسالة في قضايا تتعلق بالمخدرات ومع قطر 5 رسائل والكويت 8 رسائل وعمان 4 والإمارات 26 رسالة، وهذا يعني أن أكبر تبادل كان مع المملكة، وتشير إلى التعاون القريب بين المملكة وإيران في مجال مكافحة المخدرات.